انتشرت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تهز عددا من الجامعات عبر الولايات المتحدة إلى المزيد من الكليات، الأربعاء، حاملة رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، على التلويح بنشر الحرس الوطني.
وهدد جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا في منطقة مانهاتن بنيويورك، من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية، بأنه “إذا لم يتم احتواء (التظاهرات) بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطني”.
وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عزّل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
وجرت تظاهرات الأربعاء في جامعة جنوب كاليفورنيا وفي تكساس مع حصول مواجهة بين الطلاب وشرطيين مجهزين بأدوات مكافحة الشغب، أدت إلى اعتقال أكثر من عشرين شخصا.
وانطلقت الحركة الاحتجاجية في جامعة كولومبيا في نيويورك حيث جرى اعتقال عشرات الأشخاص الأسبوع الماضي بعدما استدعت إدارة الجامعة الشرطة في وجه المتظاهرين، فيما ندد طلاب يهود بترهيب ومعاداة للسامية.
“حرية التعبير”
وقال جونسون للصحافيين في جامعة كولومبيا إنه سيطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن “التحرك”، محذرا من أن التظاهرات “تجعل الطلاب اليهود هدفا في الولايات المتحدة” التي تضم حوالي ستة ملايين يهودي، أكبر مجموعة من اليهود في العالم بعد إسرائيل.
غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، صرحت بأن بايدن يؤيد حرية التعبير.
وقالت للصحافيين إن “الرئيس يؤمن بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات”.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردت إسرائيل بحملة قصف مدمر وهجوم عسكري على قطاع غزة، ما أسفر حتى الآن عن سقوط 34262 قتيلا، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.
ويعرب الطلاب المحتجون عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة ويدعون جامعة كولومبيا وجامعات أخرى إلى قطع علاقاتها مع شركات على ارتباط بإسرائيل، منددين بالتحالف العسكري والدبلوماسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال يزن وهو أميركي من أصل فلسطيني عمره 23 عاما يعتصم منذ أيام في خيم أقيمت في حرم جامعة كولومبيا: “هل إن مسؤوليتي كفلسطيني تقتضي أن أكون هنا وأبدي تضامني مع شعب غزة؟ بالتأكيد”.
وأثنت رئاسة الجامعة على “تقدم كبير” في المحادثات الجارية مع الطلاب لإخلاء المخيم بحلول الجمعة.
وأوقف 120 شخصا لفترة وجيزة ليل الاثنين الثلاثاء أمام جامعة نيويورك في قلب مانهاتن، فيما أوقف حوالي خمسين متظاهرا في يال بولاية كونيتيكت.
وأقيمت خيم احتجاج أيضا يوم الأربعاء في جامعة هارفارد، أقدم الجامعات الأميركية، بضاحية بوسطن.
“ليسقط الاحتلال”
وفي الطرف الآخر من البلاد، شهدت جامعة تكساس في أوستن تواجه مئات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين مع قوات من الشرطة مجهزة بمعدات مكافحة الشغب.
وهتف المتظاهرون “ليسقط الاحتلال”، ورفع بعضهم أعلاما فلسطينية ووضعوا كوفيات، فيما التحف طلاب آخرون بأعلام إسرائيل بحماية الشرطة.
وأعلنت الشرطة توقيف أكثر من عشرين شخصا فيما دعا حاكم الولاية، غريغ أبوت، إلى إنزال عقوبات سريعة وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: “هؤلاء المحتجون مكانهم في السجن”.
وأضاف: “يجب طرد الطلاب الذين ينضمون إلى احتجاجات تحمل كراهية ومعاداة للسامية في أي كلية أو جامعة عامة في تكساس”.
كذلك انتشرت الشرطة في لوس أنجلوس بعدما بدأ طلاب حركة “احتلال”، حسب ما أطلقوا عليها، لحرم جامعة جنوب كاليفورنيا.
وهتف الطلاب “فلسطين حرة حرة”، ورددوا “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة”.
وقال الطالب في علم الأحياء ياسين المغربل لوكالة فرانس برس: “نحاول كلنا مناصرة أشقائنا وشقيقاتنا في فلسطين الذين ليس لديهم صوت الآن، هذا كل ما في الأمر”.
وجرت احتجاجات طلابية في عدد من الجامعات الأخرى، ولا سيما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ميشيغن وجامعة كاليفورنيا في بركلي (UC Berkeley) وجامعة يال وجامعة براون.
وأوقف أكثر من 130 شخصا خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين مساء الاثنين في جامعة نيويورك، فيما أفيد باعتقال تسعة أشخاص في مخيّم أقيم في جامعة مينيسوتا.
وذكرت شبكة “إن بي سي” أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ينسق مع الجامعات حول تهديدات معادية للسامية وأعمال عنف محتملة على ارتباط بالاحتجاجات الجارية.
المصدر: وكالات