يصادف 20 أبريل من كل سنة اليوم العالمي للغة الصينية، التي تعدّ ثاني الألسن الأكثر انتشاراً في العالم، حيث يتجاوز عدد المتكلمين بها مليارا ونيفا، معظمهم يتمركزون في الصين، بالإضافة إلى الصينيين الموزعين في مختلف بقاع الأرض، وقد انضاف إليهم في السنين الأخيرة المغاربة الذين انخرطوا في تعلم الماندرينية.
ويأتي يوم “لغة الصينيين” في ظل نوع من الانفتاح على هذا البلد الآسيوي، تبعاً لسياق دولي متعلق بتنويع الشراكات الاقتصادية، وأيضا ظهور رغبة لدى المغاربة بالاتجاه للدراسة في بلاد النهر الأصفر، خصوصا أن هناك “حقائق تاريخية” متصلة بكون “المملكة المغربية تعتبر من البلدان الأولى على المستوى الإفريقي التي اعترفت بالصين الجديدة”.
وفي هذا الصدد، قال محمد خليل، رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، في تصريح لهسبريس، إن “الاحتفاء باليوم العالمي للغة الصينية يجعلنا نستحضر دلالة مهمة، هي أن المملكة المغربية تعدّ من الدول القليلة التي توجد فيها أزيد من 3 معاهد لتدريس هذه اللغة”، مسجلا أنه “عادة لا يمكن تجاوز معهدين في بلد واحد”. وأكد أن ذلك “دليل واضح على رغبة المغاربة في دراسة اللغة الصينية، وكما هو معلوم يتم تسجيل ما يقارب ألف طالب في كل سنة”.
خليل، الذي كان طبيب الملك الراحل الحسن الثاني، أكد وجود “من يتعلم اللغة الصينية من أجل الالتحاق بالدراسة في هذا البلد الآسيوي، وهناك كذلك من يدرس الصينية ليتفاهم بها مع رجال الأعمال الصينيين، الذين يتعامل معهم في ميدان التجارة أو غيرها، خصوصا في سياق يتسم بوجود استثمارات صينية اليوم بالمغرب في ظل تنويع الشراكات والانفتاح على أشكال جديدة من التعاون الدولي”.
وأوضح أول خريج مغربي في مجال الطب من الجامعات الصينية أن “تعلم لغة الصينيين يساعد على تسهيل فرص الولوج إلى عالم الشغل اليوم”، مضيفا أنه “بعد إتمام الدراسة في الصين، التي تعتبر أقل كلفة وتعقيدا مما تكلفه الدراسة في أوروبا أو أمريكا، تكون هناك فرص أوفر، فضلا عن الزيارات التي تأتي على هامش التبادلات البحثية والزمالات والبرامج الجامعية وغيرها، التي عرفت ازدهارا ملحوظا”.
رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، الذي حصل سنة 2016 على “جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية”، وقدمها له شي جين بينغ، كشف أن “المغرب عرف في السنوات الأخيرة فتح عدد من الشركات الصينية، وهذه الشركات في حاجة إلى موارد بشرية تتقن لغة الماندارين”، معتبرا أن هذه الدينامية تكرس تواجدا مهما لهذه اللغة.
وأبرز صاحب كتاب “هكذا عرفت الصين.. مشاهدات أول طالب مغربي”، الذي حصل على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لهذه السنة وتُرجم إلى اللغة الصينية، أن “الازدياد الكبير لعدد السياح الصينيين للمغرب يجعل هذا القطاع في حاجة ماسة إلى مرشدين سياحيين يتقنون اللغة الصينية، بالإضافة إلى وجود شح في المترجمين الذين يتقنون هذه اللغة”.
وأجمل خليل تصريحه لهسبريس قائلا: “اللغة الصينية أصبحت حاضرة في تصور المغاربة من أجل الدراسة في الصين، التي فتحت أبواباً نحو قارة أخرى”، مشيرا إلى أن اليوم العالمي لهذه اللغة يعضد الحاجة إليها في المغرب أمام ما تتيحه من خيارات للتلاقح والتبادل والتعاون بين الشعبين حفاظاً على جسور التواصل والبحث عن نقط الالتقاء والتوافق.
المصدر: وكالات