وأفاد بيان المكتب الإعلامي للسوداني، أن رئيس الوزراء غادر، أمس (السبت)، العاصمة بغداد متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على رأس وفد حكومي ونيابي وممثلين عن القطاع الخاص، في مستهل زيارة رسمية بدعوة من الرئيس جو بايدن.
ويفترض أن يتلقى السوداني وزيري الدفاع لويد اوستن والخارجية انتوني بلينكن، وتناقش الزيارة ملفين هما: علاقة الشراكة، والترتيبات الأمنية بعد فترة «داعش».
وقبيل سفر رئيس الحكومة، كانت الأنباء لا تزال متضاربة حول قضية سحب القوات الأمريكية من العراق، التي أعلنت بغداد أنها ضمن أجندة اللقاء.
وقالت القيادة العسكرية العراقية الأسبوع الماضي، إنها اجتمعت مع التحالف الدولي بشأن «إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق».
لكن السفيرة الأمريكية في بغداد الينا رومانوسكي التي شاركت على منصة «إكس» تغريدة القيادة العسكرية العراقية الأخيرة قالت: إن هدف اللقاء هو «الانتقال نحو علاقة دفاعية ثنائية مستدامة». وأضافت: «نحن مستمرون في تعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للعراق»، لكنها لم تتحدث عن قضية إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي. وعلى ما يبدو أثار هذا التصريح تهديدات ما يسمى بـ«المقاومة العراقية» ضد القوات الأمريكية، التي رفضت «استبدال المسميات».
وقالت تلك الفصائل في بيان: إن «استبدال مسميات الاحتلال الأمريكي تارةً بتحالف وأخرى بشراكة أمنية مستدامة أو غيرها لا قيمة لها، ما دامت قواته المحتلة جاثمةً على صدر العراق الجريح، تستبيح سيادته، وتنتهك أجواءه، وتسيطر على القرار الأمني فيه».
واعتبرت أن القوات الأمريكية تفرض سطوتها على العمليات المشتركة ومفاصل أمنية أخرى، بل إنها زادت عدد قواتها المحتلة، ما يؤكد أن لا نوايا لهم في الأفق للانسحاب من العراق.
وكان زعيم العصائب قيس الخزعلي، اعترف لأول مرة بأن الفصائل في هدنة، لكنه ألمح إلى العودة للقتال في حال فشلت المساعي السياسية لإخراج الأمريكيين.
واعتبر أن نجاح زيارة السوداني إلى واشنطن يعتمد على تثبيت قرار إخراج القوات الأمريكية من العراق.
وكانت قضية صمود هدنة الفصائل واحدة من أكثر القضايا الحساسة التي واجهت رئيس العراق قبل ذهابه إلى واشنطن، والذي تحدث في مقال بمجلة أمريكية لأول مرة عن رغبته في إنهاء وجود الفصائل المسلحة.
وقال رئيس الحكومة لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، متحدثاً عن العلاقة بين بغداد وواشنطن التي مرت بمراحل توتر: يجب أن يكون قرار صنع الحرب والسلام مسألة حصرية للدولة، ولا يمكن لأي طرف آخر المطالبة بهذا الحق.
واعتبر العلاقة العراقية – الأمريكية مفتاح استقرار الشرق الأوسط، نحتاج إلى وقت لإدارة التعقيدات الداخلية والتوصل إلى تفاهمات سياسية مع مختلف الأطراف.
وكان السوداني اقترب من حل أزمات داخلية أثارت الرأي العام مثل رواتب كردستان وإعادة ضخ نفط الإقليم، وعودة زعيم الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو إلى بغداد.