على خلفية استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وتزامنا مع قرب الاحتفال بـ”عيد ميمونة” اليهودي نهاية شهر أبريل الجاري، دعا الاتحاد العالمي ليهود المغرب إلى إلغاء الاحتفالات الجماعية بهذا العيد وتجنب إقامة فعاليات احتفالية في الفضاءات العامة تعاطفا مع من وصفهم بـ”ضحايا حماس” والمختطفين الإسرائيليين لدى هذه الحركة الفلسطينية.
في هذا الصدد، قال سام بن شتريت، رئيس الاتحاد الفيدرالي العالمي ليهود المغرب، إن “دعوات خفض وتيرة الاحتفال بعيد ميمونة لهذه السنة تأتي في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس”، مضيفا أنه “من غير المعقول أن يحتفل اليهود بهذه المناسبة ويفرحوا بالشكل الذي دأبت عليه العادة في السابق، في وقت ما زال فيه عدد من الإسرائيليين مختطفين لدى “حماس” ومنهم مواطنون من أصول مغربية”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “من غير المعقول إذن أن لا نبالي بالألم والحزن الذي يتعصر صدور عدد من العائلات الإسرائيلية التي فقدت أزيد من 1000 من أبنائها؛ فيما لا يزال 143 منهم في الأسر لدى “حماس”.. وبالتالي فقد دعونا إلى إلغاء كل المظاهر الاحتفالية بهذا العيد، خاصة في الحدائق والفضاءات العامة، لا سيما في إسرائيل”، على حد قوله.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول ما إن كانت هذه الدعوات تشمل حتى احتفاليات اليهود في المغرب، أشار رئيس الاتحاد الفيدرالي العالمي ليهود المغرب إلى أن “اليهود في المغرب أصلا لا يتجاوز عددهم ألفا، وهذا ليس بالعدد الكثير مقارنة بعددهم في إسرائيل المعنية بالدرجة الأولى بهذه الدعوة؛ بالنظر إلى حجم الاحتفالات الكبيرة التي تشهدها خلال هذه المناسبة”.
ودعا بن شتريت المملكة المغربية، في شخص عاهل البلاد الذي يحظى بتقدير واحترام كبيرين في صفوف اليهود المغاربة في إسرائيل، إلى “التدخل لإطلاق سراح مختطفين لدى “حماس” من ذوي أصول مغربية”، مسجلا أنه سبق أن راسل القيادة في الرباط بهذا الخصوص؛ غير أنه لم يتلق أي جواب في هذا الشأن.
من جهته، قال جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش آسفي، إن “اليهود المقيمين في المغرب غير معنيين بهذه الدعوات ويستعدون للاحتفال على غرار ما جرت عليه العادة”، موضحا أن “العديد من يهود إسرائيل يستعدون للقدوم إلى المملكة، ولو عبر دول أخرى، من أجل تخليد مجموعة من الاحتفاليات التي ستحييها الطائفة اليهودية هذه الأيام”.
وأوضح كادوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “اليهود المغاربة يحتفلون بالشكل الذي يريدونه، ولا يمكن لأحد أن يُملي عليهم كيف وأين سيحتفلون”، مشيرا إلى أن “هذه الدعوات التي أطلقها الاتحاد الفيدرالي العالمي ليهود المغرب تخص اليهود المقيمين في إسرائيل بالنظر إلى استمرار حالة الحرب، ولا تخص المقيمين منهم في المملكة البعيدين عن هذه الحرب والذين يعيشون في أمن وسلام”، مشددا على أن “احتفالات عيد ميمونة في المغرب هذه السنة ستكون على غرار السنوات الفارطة”.
ويبدو أن إسرائيل ما زالت مصرة على مواصلة مجازرها في قطاع غزة، الذي يعيش وضعا إنسانيا كارثيا نتيجة الحصار المطبق الذي تفرضه عليه، في الوقت الذي تؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن عدد القتلى من الأطفال الفلسطينيين في هذه الحرب يفوق بكثير نظيره في عدد من النزاعات المسلحة التي شهدها العالم.
ورغم تنامي الدعوات الدولية لتل أبيب بوقف حربها هذه ضد الفلسطينيين، وتبني مجلس الأمن الدولي، مؤخرا، قرارا في هذا الشأن، فإن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل ترفض الانصياع لهذه الدعوات في تحد للمجتمع الدولي، بحماية أمريكية، بينما لم تحقق المفاوضات في هذا الشأن أي تقدم ملموس نتيجة إصرار الكيان الإسرائيلي على استكمال العدوان على غزة إلى حين تحقيق ما يسميه “النصر الكامل”.
المصدر: وكالات