تنوّعت تجارب شخصيات نجوم الدراما الرمضانية الذين استطاعوا، من خلالها، المنافسة على الصدارة من جهة، وتحقيق مراهنات صناعها في جذب اهتمام الجمهور «المتسمر» كل موسم على شاشات التلفزيونات العربية، لمتابعة باقة من الأعمال التي بدت متفاوتة المستويات الفنية والإنتاجية، لتبرز في المقابل، قائمة لا بأس بها من أسماء المواهب والنجوم الذين كرسوا بقوة حضورهم على خريطة دراما رمضان هذا العام.
«رهانات الأسماء»
ويبرز نجم الممثل أحمد السقا الذي دخل، هذا الموسم، مغامرة درامية جديدة حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً في مسلسل «العتاولة»، وهي شخصية «نصار»، اللص المحترف الذي ورث وشقيقه «خضر» المهنة عن والدهما، إلى أن تظهر «حنة» فتغير مسارات حياته، وتدفعه نحو الابتعاد عن عالم الجريمة وبدء حياة جديدة، لكنه يصطدم بالعديد من الصعوبات، وينشأ صراع دموي بين الشقيقين بسبب الطمع والغيرة، ويملأ الانتقام قلبيهما، ما يتسبب في دمار كل العائلة، والزج بأحدهما في السجن.
وبالاعتماد على توليفة موفقة ولوحة فنية متكاملة العناصر، برزت الإطلالة الدرامية الجديدة للنجم مجدي كامل، والتي تبدو متفردة لتفسر أسباب ودوافع قرار عودته مجدداً هذا العام بعد غياب، بمسلسل «كوبرا»، الذي قدم من خلاله النجم مفاجأة حقيقية للجمهور.
ونجح النجم المصري ياسر جلال، في تقديم إطلالة مغايرة بالكامل لتجارب بقية أدواره وشخصياته الدرامية السابقة، سواء من ناحية الشكل الذي يقدم فيه شخصية البطل الأساسي في القصة المستوحاة من حكايات «ألف ليلة وليلة» الشهيرة، أو المضامين التي جاءت متسقة مع تفاصيل الفترة التاريخية للعمل، بالاعتماد على رؤية إخراجية ناجحة، وحبكة رشيقة، أضاف لها النجم حضوراً متميزاً، ومجيداً تفاصيل ومتطلبات الشخصية.
أما نجم الكوميديا أكرم حسني، فنجح، هذا العام، في جذب اهتمام الباحثين عن الضحك الرمضاني في مسلسل «بابا جه»، مقترباً أكثر من متطلبات الجمهور، وذلك، عبر طرح بسيط ومرح لا يخلو من الرسائل الاجتماعية الهادفة، في الوقت الذي لفت نجم الكوميديا المصري هشام ماجد، الأنظار إلى موهبته الفنية الواضحة في مسلسل كوميدي جديد حمل عنوان «أشغال شاقة»، مضيئاً عبر إيقاع فكاهي خفيف ومبهج على قصة عائلية بسيطة نجحت في 15 حلقة، في جذب اهتمام الجمهور وإشادته، وتحقيق نسب مشاهدة اعتبرت عالية مقارنة بغيره من الأعمال الرمضانية الكوميدية.
ألق خاص
إطلالة متميزة بكل المقاييس، أمضتها هذا العام في السباق الرمضاني المحتدم «سنديانة الدراما السورية»، من نافذة «صغيرة»، لكنها «مؤثرة» إلى أبعد الحدود، وهو دور الأم والجدة «أم رجا» العطوفة والمنكسرة التي لا تتردد في تقديم الدعم والمساعدة لابنتها، رغم خشيتها من زوجها «أبورجا» الرافض كلياً لفكرة ارتباط ابنته «حياة» بشخص خارج الإطار العائلي، ما يوقعها في أزمة إنسانية حادة، وصراع قاسٍ بين تقبل واقع انكساراتها أمام سلطة الزوج المطلقة، وعاطفة الأمومة الجارفة التي تدفعها باستمرار نحو مساعدة ابنتها على تجاوز ظلم المجتمع وضائقة السجن.
وبرز الجهد الواضح الذي بذله هذا العام النجم عابد فهد في مسلسل «نقطة انتهى» الذي عرض على شاشة «تلفزيون دبي»، في الخروج من عباءة شخصية المرابي «عمران» التي قدمها العام الماضي في رمضان، والاستعاضة عنها بثوب درامي جديد هو شخصية «فارس»، الذي يجد نفسه متورطاً في قتل شقيق زوجته «كارما»، ما يدفعه نحو ارتكاب سلسلة متوالية من الأخطاء الفادحة.
في سياق النجاحات الدرامية نفسه، وبين تجارب شخصيتين متناقضتين في الجوهر والتفاصيل، تكرّس النجمة السورية أمل عرفة حضورها الفاعل في سباق الصدارة الفنية هذا العام، لتطل على جمهور الدراما الرمضانية، بعملين مختلفين، هما «أغمض عينيك» و«وصايا الصبار» اللذين كشفا عن نجاح أمل عرفة بحنكة ودراية، في تقديم شخصيتين متناقضتين، سواء في البناء أو التفاصيل، وإتقان تجسيد أبعاد كل واحدة منهما بسلاسة وتمكن واضحين.
الضجيج الإعلامي
على الرغم من موجة التساؤلات والانتقادات الجماهيرية الواسعة التي لاحقت النجم ماجد المصري، في أولى تجاربه في الدراما الخليجية، في شخصية «رشيد»، الزوج الخائن والأب الانتهازي في مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي»، إلا أنها أسهمت إلى حد كبير، وأحياناً «لا منطقي»، في تكريس اسمه على خريطة الأعمال الرمضانية الأكثر اهتماماً، وحتى على محركات البحث الإلكترونية، بما أثارته من ضجيج إعلامي وجدل وانتقادات ورفض، رفع نسب الاهتمام بالمسلسل، وبتجربة النجم تحديداً، التي أثارت حفيظة جمهور عربي واسع.
علامات فارقة
في خانة منفردة، يمكن وضع تجربة الفنانة المصرية الصاعدة سلمى أبوضيف، التي كرست عبر شخصية «شيماء فتحي» نجاحاً جماهيرياً لافتاً في أول بطولة مطلقة خاضتها في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» الذي خاض باقتدار هذا الموسم، سباق الدراما الرمضانية، منتهجاً مسلكاً درامياً مغايراً، راهن من خلاله على قضايا صادمة ونقاشات واقعية مؤلمة، تندرج في صلب المجتمع المصري، فيما تمكنت بطلته من تقديم نموذج ناطق بالواقعية للمراهقة البريئة، والفتاة الحالمة التي انزلقت في غفلة منها، في هاوية اختياراتها وظروف نشأتها في بيئة شعبية فقيرة مملوءة بالمآزق والتحديات.