جدد إطلاق أول رحلة جوية مباشرة من مراكش نحو الرشيدية، الأحد، مطالبة الفاعلين السياحيين بتأهيل مطار مولاي علي الشريف برحلات مباشرة من خارج التّراب الوطني، قصد تسهيل وصول السائح الأجنبي إلى صحراء مرزوكة العالمية، وتكريس هذه المنطقة كـ”وجهة للإقامة” بعدما ظلت “وجهة للعبور”، رغم الاستثمارات الكبيرة لأبناء المنطقة في تشييد البنية التحتية من فنادق ومخيمات.
ولم تنكر جهات رسمية أهمية إحداث خطوط جوية نحو “أسامر”، ومساهمتها الأساسية في “رفع نسبة الملء في الفنادق ومؤسسات الإيواء السياحي بالمنطقة”، مؤكدةً في تواصلها مع هسبريس أنه “إيمانا بهذه الأهمية يجري التحضير لإطلاق خط جوي مباشر بين مونبوليي الفرنسية والرشيدية”، مع أن “رهان تعزيز الوجهة الإسبانية أيضاً يظل مطروحا وبقوة”، بتعبيرها.
“خدمة للاستثمار”
لحسن بوشدور، مستثمر وفاعل سياحي، اعتبر أن “مطلب الرّحلات الجوية المباشرة بين مطار مولاي علي الشريف بالرشيدية وبين المدن الأوروبية التي تنظر بالكثير من الإعجاب إلى الصّحراء ضروري، خصوصا لكونها منطقة سياحيّة مازالت تمارس سحرها الخفي”، مؤكدا أن “الفاعلين السياحيين بالمنطقة بينوا مراراً أهمية الرحلات المباشرة في الترويج والتسويق أكثر للعرض السياحي المتميز الذي تتيحه”.
ولفت بوشدور، في تصريحه لهسبريس، إلى أن “من كان يدفع الثمن سابقاً هو السائح والمستثمر السياحي، لأن العديد من المجموعات ترغب في قضاء أسبوع كامل في الصحراء، لكن الزمن الذي يستنزفه المسار من الدار البيضاء أو مراكش يهدر أربعة أيام من البرنامج تقريباً”، موضحاً أن “الخطّ المتاح الآن بين مراكش والرشيدية سيكون محفّزا، رغم أن الأصل هو توفير خطوط مباشرة”.
وتابع المستثمر السّياحي ذاته: “يتعين على الدولة أن تبذل جهداً أكبر في التسويق لمرزوكة العالمية على مستوى الخارج، والتعاون مع وكالات للسفر الدولي تضع هذه المنطقة الصحراوية أصل برنامجها، وليس مكملاً مثلاً للمدن الإمبريالية: مراكش، الرباط، فاس ومكناس”، مشدداً على “أهمية الاستثمار في هذه الوجهة، لكونها عنصرا أساسيا في العرض السياحي الوطني، وعنصرا حاسما لبلوغ الإستراتيجية الرسمية”.
وعدّ المتحدث “الرحلات المباشرة نحو أسامر نقطة الفصل لكي تكون المنطقة قادرة على إنتاج الثروة والاستفادة من مؤهلاتها”، مبرزاً أن “نحو 90 في المائة من الساكنة تعيش من السياحة بشكل حصريّ، ولذلك لا يعتبر هذا القطاع ثانويا أو هامشيّا لدى السكان الذين بذلوا جهوداً كبيرة لتسويق الصحراء سياحيّا، من خلال توفير خدمات للإيواء وللإطعام تحترم المعايير العالمية”.
“جهود متواصلة”
عبد المجيد لعباب، المدير الإقليمي للسياحة بميدلت والرشيدية، قال إن “تطور جاذبية الوجهة السياحية للمغرب منذ بداية 2024 صار يفرض بالفعل تكثيف الجهود قصد توفير الربط الجوي لمناطق الجنوب الشرقي كوجهة ذات فعالية في المخطط الوطني”، مشيراً إلى “المجهودات التي تبذل على هذا المستوى، بدءا بالخط المدعم من طرف المكتب الوطني للسياحة بشراكة مع ‘ترانسلافيا’ الذي يربط الرشيدية بباريس”.
وأفاد لعباب، في تصريح لهسبريس، بأن “هذا الخط ليس كافيا، بل نحتاج خطوطاً إضافية تنفتح خصوصاً على إسبانيا، التي يعد سياحها مستهلكين أوفياء للعرض السياحي الصّحراوي”، مسجلاً أن “ربط مدن إسبانيا بالرشيدية سيعزز ولوج السياح مباشرة نحو هذه الوجهة، وبلا تعقيدات تقليدية، راجعة إلى ما يستنزفه التنقل من وقت”، وزاد: “نحاول بذل جهود أكبر”.
وأكد المسؤول ذاته أن “الخط الجديد بين مراكش والرشيدية من شأنه تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، خصوصا بالنسبة للسياح الذين يتخذون مراكش كوجهة رئيسية”، مشددا على “الحاجة الملحة إلى خطوط مباشرة نحو المنطقة لتعزز هذا الزخم المتوفر، وذلك حرصاً على إخراج المنطقة من جلباب سياحة العبور، وتحويلها تلقائيّا صوب سياحة الإقامة، التي تخلق رواجا معروفاً”.
ولفت المتحدث عينه إلى “وجود مجهودات من طرف مجلس الجهة لعقد شراكة مع شركة العربية للطيران، من أجل ربط مونبوليي الفرنسية بالرشيدية مباشرةً”، مؤكدا أنه “فضلاً عن حيوية السوق الفرنسية بالنسبة للعرض السّياحي المغربي فإن جاليات مغربية عديدة تقيم في هذه المناطق الفرنسية؛ وبالتالي سيساهم هذا الخط إذا عجلنا به في فك العزلة تدريجيا”.
المصدر: وكالات