وفنياً لجأ إلى تصحيح أخطائه، باستعادة مدربه الفذ الذي سبق الاستغناء عنه، رغم نتائجه الكبيرة.
وعناصرياً كانت نقطة الخلاف بين من يقول الزعيم حظي بالنصيب الأكبر من برنامج الاستقطاب، من حيث العقود المكسورة تحديداً، ليغير جلده من الحراسة، إلى الهجوم.
ولم يحسب الجميع أن هذا العمل يعود للنضج الإداري، والاستفادة من الدعم المفتوح، وانتفاء المجاملات، بجلب نجوم يخدمون الفريق، وليس من لا تسعفهم أعمارهم ولا شهرتهم.
وبين من يبصم على أن النضال في المطالبة بالحقوق، بعيداً عن الارتباك والتردد، كان له دور مهم، لذلك كانت الفوارق الإدارية شاسعة.
فلا تتجنوا على أحد، ولا تجزموا على أن هناك من يعمل خلف الكواليس لخدمة ناد وإهمال آخر.
قد تغيب عنا تفاصيل لم نصل إليها، في ظل القصور من الجهات ذات العلاقة.
صحيح سمعنا أصواتاً خرجت تتظلم، وكان الأولى بها أن تتنحى بعدما شعرت بالعجز في انتزاع حقوق أنديتها.
وعودة على ما يتناقل بأن الزعيم يخطف النقاط داخل الملعب بالصافرة، وخارجه بالمحاباة، نردد لهم ما كتبناه سابقاً، الهلال فريق بطل، ولا يحتاج إلى الفزعات، قد تكون هناك قرارات مبهمة، تدعو إلى الحيرة، يرى البعض من شدة تباينها أنها تحابي فريقاً على آخر. فما ذنب الهلال؟ إذا كان الخلل في مراكز القرار و«الفار»، وبيد من لا يدرك أن أي عمل تحوم حوله الريبة يثير حفيظة المتطفلين، ويضر بالمسابقة، التي سُخرت لها كل الإمكانيات، ووصلت بسمعتها وتنظيمها المكلف إلى نصف سكان الأرض، وكان الأحرى أن تواكب المرحلة بعض العقول المناط بها هذا العمل.
ولو تطرقنا إلى الأرقام القياسية، نجد أن الزعيم طرق أبواب موسوعة «غينيس»، ليس في تصدره لأعلى عدد مرات الفوز، بل والبلنتيات كذلك، فما الذنب الذي ارتكبه، فيما لو خدمته الصافرات الطائشة، واستفاد من كم وكيف، أخطاء الغرف المظلمة، لا تظلموا الهلال يا منصفين، فريق وصل إلى المجد قارياً، بعد سنين عجاف، ومحلياً هو الزعيم، لم يتنمر، بل هناك من سنده، ليشتد عوده، ولم يطغ، بل اجتهد وكافح.
وعندما تتحدثون عن المساواة، والإنصاف والعدل، لا تخلطوا بين المفاهيم، وتعرفوا على الفوارق، وكيفية التعامل مع المفردات، قد يظن البعض أنها مترادفة، وتصل بنا إلى نفس المعنى، وذلك من الأخطاء الشائعة.
لأن العدل ليس كالمساواة، فالعدل أشمل من المساواة، ففي بعض الأحيان من العدل المساواة، وفي أحيان أخرى من الظلم المساواة.