ويستعد الناخبون السود مرة أخرى للعب دور حاسم في الانتخابات الرئاسية، ويحتاج الرئيس بايدن إلى كل صوت ممكن بين هؤلاء الناخبين لتأمين فترة ولاية ثانية، كما أنه بحاجة إلى الحفاظ على هامشه على ترمب بين الناخبين السود في أو بالقرب من المكان الذي كان فيه للديمقراطيين في معظم الانتخابات السابقة.
ويبدو هذا الأمر صعب الحدوث، خصوصا أن هناك انخفاضا ملحوظا لمشاركة الأمريكيين من أصل أفريقي.
أما الرئيس السابق ترمب، فقد أعطى الأولوية لزيادة حصته من الدعم بين هؤلاء الناخبين، ويجادل مستشاروه بأن التضخم والهجرة مسألتان يمكن أن تساعداه على القيام بذلك.
وقدرت استطلاعات الرأي أن ترمب فاز بنسبة 12% من أصوات السود، في حين قدر تحليل مركز بيو للأبحاث أن الرئيس السابق فاز بنسبة 8 % من هذه الأصوات.
ولم تظهر تلك الدراسات أو التحليلات الأخرى أي ارتفاع ملحوظ في الدعم الجمهوري من الأمريكيين السود في الانتخابات الرئاسية وانتخابات التجديد النصفي منذ عام 2016، لكن أربعة استطلاعات حديثة أظهرت أن ترمب يحظى بدعم لا يقل عن 20 % بين البالغين السود، فيما كشف استطلاع «فوكس نيوز» الجديد أنه يحظى بدعم 26 % من الناخبين السود.
ووفقا لمحللين، فإنه إذا استمرت الأرقام حتى نوفمبر، سيحصل ترمب على أعلى حصة من الأصوات السود لأي مرشح رئاسي جمهوري منذ ريتشارد نيكسون في عام 1960.
ومنذ الستينات، كان المرشحون الرئاسيون الجمهوريون يستحوذون بشكل روتيني على أقلية كبيرة من أصوات السود، إلا أن هذه الحصة انخفضت بشكل لافت. وجاءت النقطة المنخفضة بالنسبة للجمهوريين خلال حملتي باراك أوباما للرئاسة في عامي 2008 و2012، عندما انخفضت حصتهم إلى نحو 5%.
لكن استطلاعات الرأي اعتبرت أن انتخابات أوباما غير عادية، نظرا لجاذبيته الفريدة والتاريخية للناخبين السود كأول رئيس أسود. ويقولون إنه لن يكون مفاجئًا للغاية أن يفوز ترمب مرة أخرى بنحو 11 – 13 % من أصوات السود، لكنهم متشككون في استطلاعات الرأي الحالية التي تظهر تأييدا بنسبة 20 % أو أكثر.