موسكو/ إيلينا تيسلوفا/ الأناضول
**الشاب المسلم إسلام خليلوف ساهم بإنقاذ أكثر من 100 شخص في الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية “بموسكو قال للأناضول:
– سمعت أصواتا غريبة من الطابق الأول وبداية اعتقدت أن هناك مجموعة مخمورين تصدر ضجة
– كان الأمر برمته مخيفا للغاية، لكن من الضروري عدم الذعر واستجماع النفس والسيطرة عليها
– تصرفت بوضوح وفقا لخطة الإخلاء وتوجيه الناس إلى مبنى معرض “كروكس إكسبو” المجاور.
– خضعنا في 8 مارس الجاري لتدريبات بعد توزيع معلومات حول احتمال وقوع هجوم إرهابي.
– كل شيء يتحسن ببطء و لا أحتاج لمساعدة طبيب نفساني، ديني يساعدني أقرأ الدعوات والأذكار في الليل.
حكاية الفتى المسلم إسلام خليلوف، أصبحت تروى في روسيا على كل لسان بعد أن أصبح الآن “بطلا” في روسيا، بعدما تمكن من إنقاذ أكثر من 100 شخص من الموت في الهجوم الإرهابي على قاعة الحفلات الموسيقية في العاصمة موسكو قبل أسبوع.
كانت لحظات الهجوم مرعبة ومفاجئة على الفتى، لكنه أدرك سريعا أهمية السيطرة علي مشاعر الخوف التي تمكنت منه للحظات، وتطبيق خطط الإخلاء التي تدرب عليها خلال عمله في قاعة الاحتفالات بطريقة سريعة وتلقائية حفاظا على نفسه والأرواح التي تملأ القاعة.
وأكد خليلوف للأناضول أن قدرته على إنقاذ أكثر من 100 شخص في الهجوم على قاعة الحفلات في مدينة كروكوس بموسكو، نابعة من “تصرفه وفق خطة الإخلاء، واستماع الناس لتعليماته بوعي أو بدون وعي”.
وتحدث عن ما عاشه خلال الهجوم، حيث كان يعمل مساعدا في غرفة الملابس مساء 22 مارس/آذار الجاري، وهو اليوم الذي شهد الهجوم.
وأوضح أنه حصل على جوائز من أشخاص مهمين بعد عودته إلى المدرسة، وحظى بترحيب الجميع وأخبروه أنه بطل، مؤكدا أن سبب قيامه بكل هذه الجهود ينبع من عائلته وتربيته.
وينتمي إسلام لعائلة مكونة من أب أوزبكي وأم قيرغيزية، قام بتغيير عدة مدارس حتى سن 15 عاما، تنقلت عائلته بين روسيا وأوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان، ويلعب الفتى كرة القدم ويريد احترافها.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم إلى 143 بينهم أطفال، وأكثر من 360 مصابا.
ورغم إعلان تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف، اتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا بالوقوف وراءه.
ـ يوم الهجوم
قال خليلوف”بدأ عمله المعتاد في اليوم المشؤوم”، يؤدي وظيفته في غرفة الملابس في قاعة الحفلات ويخدم الجمهور الذي حضر الحفل كالمعتاد.
وأوضح أن “الإرهابيين بدأوا هجومهم في القاعة عند بدء الحفل الساعة الثامنة مساء (بالتوقيت المحلي)”.
وأضاف: “سمعت أولا أصواتا غريبة صادرة من الطابق الأول، وآنذاك كنت أعمل في غرفة المعاطف في الطابق السفلي. بداية اعتقدت أن هناك مجموعة من المخمورين تصدر ضجة أو أن هناك مشكلة في السلالم الكهربائية”.
لكنه أدرك أن هناك هجوما إرهابيا عندما “أصيب الناس بالذعر وبدأوا بالتفرق في اتجاهات مختلفة في المبنى”.
ولفت إلى أنه بدأ التصرف بوضوح وفقا لخطة الإخلاء وتوجيه الناس إلى مبنى معرض كروكس إكسبو (Crocus Expo) المجاور، مبينا أنهم (العاملين في قاعة لحفلات) تلقوا مؤخرا تدريبا على كيفية التصرف في مثل هذه المواقف.
وتابع للأناضول: “خضعنا في 8 مارس الجاري لتدريبات بعد توزيع معلومات حول احتمال وقوع هجوم إرهابي، بما في ذلك في قاعات الحفلات الموسيقية، لذلك قررت الإدارة تدريبنا، وبشكل عام كنا مستعدين”.
ـ تنفيذ المهمة
وحول عملية الإخلاء وتنفيذ تلك المهمة في ظل الذعر الذي سيطر على الحاضرين، أوضح الفتى أنه أولاً وقبل كل شيء في مثل هذه المواقف “من الضروري عدم الذعر واستجماع النفس والسيطرة عليها”، مشيرا إلى أهمية القيام بكل شيء بسرعة وبشكل واضح وتلقائي.
واستكمل: “في تلك اللحظة يمكن أن تفقد حياتك، هناك أيضا حياة مئات الأشخاص الذين يحتاجون إلى الإجلاء ومصيرهم يعتمد عليك، لذلك أول شيء فعلته هو لفت انتباه الناس، حيث بدوّت كموظف في القاعة، كنت أرتدي زيا رسميا كما رآني الكثير من الناس في حجرة الملابس”.
وأردف: “بوعي أو بغير وعي، أدرك الناس أنني أستطيع مساعدتهم وبدأوا على الفور في الاستماع إلى تعليماتي، ثم تصرفت وفقا لخطة الإخلاء، وأعطيت التوجيهات في أي اتجاه يجب أن نذهب، ومشيت من الخلف لإبقاء الوضع تحت السيطرة حتى لا أفقد أحدا، ولإقناع الجميع بأن كل شيء على ما يرام”.
وشرح متابعا “كنت إذا رأيت أحدا قد رحل رجعت خلفه، كان من الممكن العودة طالما كنا داخل المبنى، وبعد أن خرجنا لم يسمح الأمن لأي شخص بالعودة”.
ووصف خليلوف تلك اللحظات قائلا “كان الأمر برمته مخيفا للغاية، خاصة عندما كنت وسط حشد مليء بالناس”، مشيرا إلى أن قوات الأمن جاءت إلى القاعة بعد 40 دقيقة من وقوع الهجوم.
– الحياة بعد الموت
قال الفتى للأناضول إن الهجوم وقع بعد نحو ساعة من تناوله وجبة الإفطار كونه كان صائما في ذلك اليوم “لقد أنقذني الله، وبفضله عدت إلى منزلي سالما”.
وحول الحياة بعد الموت وحالته النفسية بعد الهجوم، أوضح خليلوف للأناضول “أشعر أني طبيعي إلى حد ما، والحديث مع الناس ساعدني”.
وأشار إلى أن كل شيء “يتحسن ببطء” مشددا على عدم حاجته لمساعدة طبيب نفساني، قائلا “ديني يساعدني أقرأ الصلوات والأذكار في الليل، وهذا يساعدني على النوم بسلام”.
ـ النشأة والعائلة
ومن جهته، أثنى بختيار خليلوف، والد الفتى إسلام، على ابنه وما قام به من عمل شجاع، وقال للأناضول “دائما أقول لأبنائي ساعدوا الناس، هذا سوف يعود إليكم، دائما أحفزهم، لا تكذبوا، لا تخدعوا، كونوا صادقين لأن ديننا يحب الطهارة، من نفذ الهجوم إرهابيون لا دين لهم، الإسلام دين جميل وجيد للغاية”.
وأوضح أن ولده “يذهب إلى المدرسة، ويتدرب، ويعمل بدوام جزئي منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره”.
وتابع: “أنا فخور بابني، هو ولدي الأول ولأن ديننا الإسلام فاخترت أن يكون اسمه إسلام”.
وحول تفاصيل يوم الهجوم، أورد الأب أن ابنه اتصل به فجأة مساء الحادث وأخبره بوقوع هجوم إرهابي، وأن ابنه قام بإجلاء أكثر من 100 شخص، وأنه قام أيضا بتصوير بعض مقاطع الفيديو خلال هذه الفترة.
وتابع: “بعد عودته إلى المنزل تعانقنا وصلينا”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات