على أحد أرصفة شارع إبراهيم المغازي بمحافظة كفر الشيخ، يجلس شاب عمره 23 عامًا، واضعًا أعلى ركبتيه طاولة ألعاب أطفال، تبدأ أسعار اللعبة الواحدة من 20 إلى 45 جنيهًا، يعرف تلك الأسعار من خلال لمس كل لعبة، مكافحًا إعاقته البصرية.
مصطفى ياسر، يعيش رفقة أسرته بمحافظة كفر الشيخ، يروي خلال حديثه مع «الوطن»، أنه ولد ليجد نفسه فاقدًا نعمة البصر، ورغم المعاناة إلا أنه أصر على استكمال دراسته التعليمية، حتى تخرج بتقدير جيد منذ سنتين في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة كفر الشيخ، لكنه قرر أن يأخذ مسارًا بعيدًا عن مجال دراسته، ويعمل في مجال بيع الألعاب.
منذ 3 سنوات، قرر «مصطفى» بدء مشروعه الجديدة بمساعدة والدته، التي تشتري، ومن ثم يعرفها ويحفظها جيدًا عن طريق لمسها.
أكثر من 12 ساعة عمل
الساعة تدق الواحدة ظهرًا، حين يخرج «مصطفى» من بيته بمنطقة القنطرة، قاصدًا مكانه الذي يجلس فيه حوالي 12 ساعة حتى الساعة 1 بعد منتصف الليل، أحيانًا يبيع كمية كبيرة منها، وأوقات يعود لبيته بعد أن باع لعبة أو اثنتين، فعلي حد قوله: «كله حسب الرزق».
رغبة «مصطفى» في العمل
وعن سبب رغبته الملحة في العمل رغم الإعاقة: «أنا الصغير في إخواتي، ورغم كده كنت مصر إني أشتغل أن الواحد بيحتاج مصاريف شخصية، ونفسي أكبر شغلي، والبضاعة مبقدرش أروح بيها البيت، علشان كده بسيبها في محل جنبي علشان أرجع أخدها تاني يوم».
صعوبات يواجهها الشاب الكفيف
يتعرض «مصطفى» لبعض الصعوبات -بعيدًا عن إعاقته- مثل قيام بعض الزبائن بالفصال على البضاعة، رغم أن أسعار الألعاب لا تزيد عن 45 جنيهًا.