الأحد 24 مارس 2024 – 02:00
ضمن منشورات الجمعية المغربية لعلم الاجتماع من المرتقب أن تصلَ إلى المكتبات سيرة عالم الاجتماع والأكاديمي المغربي البارز الراحل محمد جسوس، بإعداد وتنسيق الأكاديمي عمر بنعياش.
بعنوان “محمد جسوس: من القرويين إلى برينستون” يقرّب هذا الإصدار الجديد سيرة الأكاديمي والسياسي ورائد علم الاجتماع من الأجيال الجديدة الباحثة في العلوم الإنسانية، وعموم القراء.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية قال الأكاديمي عمر بنعياش إن هذا الكتاب الجديد يروم “التعريف بالسيرة الذاتية لواحد من الرعيل الأول للسوسيولوجيا بالمغرب، وأحد مؤسسي الجمعية المغربية لعلم الاجتماع سنة 1973، مع الجيل الأول لهذا العلم بالمغرب، وضمنه بول باسكون، وعبد الكبير خطيبي، وعبد الله حمودي، وعائشة بلعربي، وآخرون”، مردفا: “هذه السنة (2024) نحتفل بخمسينيّتها، بعدما اشتغل هؤلاء الرواد على الفكر السوسيولوجي بالمغرب بصفة عامة، بل وأسسوا الدرس السوسيولوجي في الجامعة المغربية”.
وأضاف بنعياش: “لهؤلاء أهمية كبيرة جدا، خاصة بالنسبة لمحمد جسوس، لأن له حياة خاصة، يكتشفها من يقرأ سيرته الذاتية هذه، التي هي حوار مطول مع الإعلامي عبد الكريم الأمراني، قبل حوالي 22 سنة. وأهمية هذه السيرة الذاتية من الناحية السوسيولوجية هي الاهتمام أولا بما تسمى النخبَ المغربية، ممن ليست لنا مادة كثيرة حولهم، سواء كانوا نخبا فكرية أو سياسية أو رياضية، أو غير ذلك، لنتكلم سوسيولوجيا عن مصادرهم الاجتماعية، وعن مساراتهم، وإنتاجاتهم، ومدى تأثيرهم في حياة وواقع المجتمع المغربي”.
وتابع الأكاديمي ذاته: “ميزة الأستاذ جسوس أنه لم يكن يكتب، بل كان ينتج شفهيا، ويتفاعل مع الجمهور، وينشر ثقافة شفهية عند الجمهور مباشرة بدون واسطة الكتابة؛ وقليل ممن يعرفونه تعرفوا عليه من خلال الكتابة، عن طريق محاضرات نشرت بمبادرة من طلبته”.
ويقدم هذا المؤلف الذي من المرتقب أن يصل إلى المكتبات في وقت لاحق من السنة الراهنة “حياة خاصة لهذا الرائد”؛ فـ”عندما كان شابا صغيرا سافر إلى كندا لا إلى فرنسا كما نخبة زمنه في أربعينيات القرن العشرين، وهو أول طالب مغربي اتجه نحو كندا، التي كانت مرحلة عبور للولايات المتحدة الأمريكية بعد تقوية نفسه في الإنجليزية التي كان يعرفها بشكل جيد، ثم حصل على شهادة الدكتوراه بجامعة برينستون الأمريكية”.
هذه السيرة الذاتية “تحكي الكثير عن مسار جسوس”، وفق تصريح منسقها لهسبريس، وهي “مهمة جدا بالنسبة للجيل الجديد من السوسيولوجيين، وبالنسبة للمجتمع المغربي عامة؛ لمعرفة جزء من حياة بعض المفكرين المغاربة الذين لم يكتبوا الكثير عن أنفسهم، لاستيعاب كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه فكريا واجتماعيا، وحتى لا يضيع هذا الجزء من التراث الفكري والسوسيولوجي للمغرب؛ فلا يكفي أن تعرف أفكار الناس، بل ينبغي التعرف على شخصيتهم أيضا، للتعرف عليهم أكثر”.
المصدر: وكالات