شهدت فعالية اليوم الثامن لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها 27 تنافسا قويا شريفا للفوز بالمراكز الأولى بين 7 متسابقين وبمتابعة جماهيرية لقاعة الفعاليات بندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي بحضور أعضاء اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وعدد من المسؤولين ورعاة اليوم الثامن وهم تعاونية الاتحاد، وبلدية دبي، وهيئة الصحة بدبي، وأعضاء من السلك القنصلي الذين حضروا لمؤازرة متسابقي بلادهم، وأولياء الأمور المرافقين للمتسابقين، وسط إشادات المتابعين بمستوياتهم المتميزة وتسابقهم في الحفظ والتجويد بأحكام التلاوة وجمال الأصوات وحسن الأداء، حيث تسابق في الحفظ برواية قالون عن عاصم أمام لجنة تحكيم المسابقة الدولية المتسابق ناجي عطية ناجي بن سليمان من ليبيا، فيما تسابق برواية حفص عن عاصم كل من المتسابقين: سليمان عمر علي من تنزانيا، عبدالرحمن علاء راتب مصري من فلسطين، أسامة زونجو من بوركينا فاسو، أوينام لانوي إيسيفو من توجو، شيخ تيجان صالح امبي من غامبيا، ومحمد خان من ترينيداد وتوباجو، وقام الدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة للجائزة بتكريم تعاونية الاتحاد راعي اليوم الثامن وتسليم درع الجائزة إلى السيد يعقوب البلوشي مدير إدارة تجارة الأغذية الطازجة في تعاونية الاتحاد، وتم التقاط الصور التذكارية.
وقال سعادة عبدالرحمن حسين اليسير القنصل العام الليبي في دبي والإمارات الشمالية: نشكر دولة الإمارات على اهتمامها الكبير بالقرآن الكريم، وهذه المسابقة والفعاليات القرآنية السنوية التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وإن بلاده تحرص على المشاركة الإيجابية فيها وترشح لها أفضل المتسابقين الحافظين للقرآن منذ انطلاقها قبل 27 عاما وتمثيلها التمثيل المشرف، كما نحضر هذه المسابقة تباعا لمؤازرة متسابقينا، ونشكر جهود القائمين على المسابقة لتقديمهم الرعاية والراحة الكاملة للمتسابقين وحسن استقبالهم ونجاحها الكبير وتميزها وحرص حفظة القرآن من أنحاء العالم للمشاركة فيها.
كما قال سعادة محمد أسعد القنصل العام لدولة فلسطين في دبي والإمارات الشمالية: أتقدم بالشكر والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة على فعالياتها القرآنية ونجاح مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم وكافة مسابقات الجائزة الدولية والتي نحرص على المشاركة فيها منذ بدايتها قبل 27 عاما ونرشح لها أفضل حفظة القرآن، ونحضر لمؤازرة متسابقينا، ونحن نرى النجاح الكبير للمسابقة في خدمة كتاب الله وتشجيع حفظته على مواصلة الحفظ، ونشكر القائمين على المسابقة لجهودهم المبذولة وحسن الاستقبال والرعاية للمتسابقين.
من جانبه قال السيد يعقوب البلوشي مدير إدارة تجارة الأغذية الطازجة في تعاونية الاتحاد: إننا في تعاونية الاتحاد نحرص على رعاية فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم منذ انطلاقها وحتى الدورة 27 لهذه المسابقة المباركة كشركاء استراتيجيين للجائزة في خدمة كتاب الله، ونفخر بالنجاح المتواصل الذي يرجع إلى الجهود الكبيرة والمبذولة للجنة المنظمة للجائزة برئاسة سعادة المستشار إبراهيم محمد بوملحه وأعضاء اللجنة المنظمة، ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ لهذه الجائزة والمسابقة القرآنية المباركة وهذا الحصاد المتميز الذي نشهده ودعم سموه اللامحدود لرعاية كتاب الله وحفظته.
وفي لقاء مع الحافظ لكتاب الله أوينام لانوي إيسيفو ممثل توغو، عشنا رحلة مختلفة مع حفظ القرآن الكريم، وسمعنا قصة رواها لنا المتسابق عن عطاء إلهي ومنحة ربانية وحب قرآني، في طريق حُفّ بنور الهداية واتّقد بإخلاص التوجّه وسلاح الإرادة ، الحديث عن قلب هداه الله للإسلام، وتعلّق بالقرآن،
بدأت قصة إسلام أوينام عندما كان تلميذا في مدرسة اجنبية ورأى المصحف لأول مرة مع زميل له من المسلمين، قال: كان زميلي يأتي بجزء عم من المصحف إلى الفصل، ولما رأيت المصحف لأول مرة تعجّبت من الخط، وتعلق قلبي بذلك الكتاب، وانتابني إحساس ورغبة شديدين في قراءته في الحال، لكن زميلي أخبرني بأنه مكتوب باللغة العربية التي لم أكن أعرفها، وعندها قررت تعلم العربية لقراءة القرآن. وأبديت رغبتي في الانتقال من مدرستي إلى معهد يحفظ القرآن فرفضت أسرتي، لكن ذلك لم يمنعني من اعتناق الإسلام حينها وأنا بسن السادسة عشر وترك بيتنا وانتقلت للدراسة في المعهد. وبعد إسلامي بسنة توفي والدي وبعده توفيت والدتي أيضا، ولم أتمكن من إقناعهما وقتها بالإسلام. وبقيت أحاول مع إخوتي الأربعة، فلدي أخوان وأختان، وقد اختلفت كثيرا مع أخي الكبير الذي عارض اعتناقي للإسلام وانصرافي لحفظ القرآن الكريم بعد حصولي على شهادة الإعدادية من المدرسة الأجنبية التي كنت ادرس فيها بنية حفظ القرآن الكريم وفهم الدين. ولم يكلمني مدة سنتين قمت خلالها بحفظ القرآن الكريم حتى سورة يس، وشاركت في المسابقات القرآنية المحلية، وفزت. ولما رأى التغيير في حياتي عاد للحديث معي، ولا زلت حتى الآن أتواصل معه ونتناقش حول الدين الإسلامي، ولا زلت أحاول إقناع بقية إخوتي بالإسلام. وإن أخي الآن لما عرف أني سأشارك في مسابقة دبي -وهي مسابقة لها وزنها وصيتها عندنا في البلاد، والجميع يتنافس للفوز بالمركز الأول في المسابقة المحلية حتى يرشح للمشاركة فيها- وأني سأزور دبي استغرب، أن كيف لفقير مثلي الوصول إلى ما وصلت إليه من هذه المكانة؛ من تمثيل بلدي وزيارة دبي والمشاركة في أكبر مسابقة قرآنية عالمية. لا سيما أني لا أعمل، ومتفرغ للدراسة في المعهد، وإني بعد الدراسة أذهب إلى مكان أساعد فيه الناس لكسب ما أعيش به، وأعيش في غرفة تكفّل أحدهم بمساعدتي في دفع إيجارها.
عندما اعتنقت الإسلام وصرت أصلي كان شيء ما بداخلي يأتيني ويقول لي بأنه بعد فترة سيأتيك الفرج، وهذا الإحساس الذي أشعر به جعلني أصبر وأصابر لحفظ كتاب الله وفهم الدين. وإنه مع هداية الله وإصراري على صحبة كتاب الله بحفظه وفهم معانيه وفقه الدين جاءت فرصة المشاركة هذه السنة في المسابقة المحلية التي ينتظرها الكثير من حفاظ كتاب الله في بلادي من أجل أن يرسل الفائز بها إلى مسابقة دبي للمشاركة فيها، وقد بذلت أقصى جهدي لأفوز وآتي إلى هذا البلد وأشارك في هذه المسابقة، وإني بإذن الله سآخذ هدية كبيرة لأخي مما سأفوز به حتى يرى سماحة الدين الإسلامي ويرى بعينيه ما فعل القرآن في حياتي، وكيف غيّرها إلى أجمل ما يمكن أن تكون عليه الحياة.
وفي ختام فعاليات اليوم الثامن للمسابقة الدولية تم تقديم هدايا نقدية وعينية مقدمة من اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وتم توزيعها بالسحب عليها إلى جمهور حضور المسابقة.