ذكريات تعيد إلينا سيرة الراحلين من عالم الفن، وتنقلنا إلى أيام عاشوها في شهر رمضان الكريم، فتجعلنا حاضرين معهم شاهدين التقاء الحاضر بالماضي خلال دقائق معدودات، ونقدم لكم من خلال «الوطن» ذكريات من حياة الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي التي تعتبر الذكرى شيئاً خاصاً لا يقدر بثمن يجد الإنسان بداخله ذاته ويسر إليها ما شاء من أمور لا يعلمها إلا خالقه، حسب حديثها في البرنامج التليفزيوني «ذكريات رمضان» من تقديم الإعلامية سوزان حسن عام 1990.
أكلت عنب في نهار رمضان سهوا
وتحدثت ماجدة عن شهر رمضان الكريم واصفةً إياه بـ«شهر الأسرة واللمة» الذي تحبه بقدر حبها للألفة التي يخلقها الشهر الفضيل بين الناس، فتجدهم مجتمعين عند وجبتي الفطار والسحور في أجواءٍ أسرية تطرب لها القلوب، وتحرص على الاستمتاع بوقتها مع أسرتها طوال شهر رمضان، إذ كانت تتحاشى العمل خلاله خصوصاً إذا حل رمضان في الصيف، نظراً لمشقة العمل في الصيام، والتي كانت سبباً في تعرضها إلى موقف غريب قبل «الفطار».
وتحكي أنها دخلت بيتها مرهقةً بعد العمل فوجدت على مائدة الطعام طبقاً من العنب سرّت بمظهره وحباته تتلألأ وسط قطع من الثلج، فما كان منها إلا أن أكلت العنب حتى آخر حبةٍ في الطبق ناسيةً أنها صائمة وبعدها تمددت على سريرها بسعادة بالغة عبرت عنها بـ«كأني أكلت عنب من الجنة» وبالصدفة أدارت المذياع ليصلها منه آياتٍ من القرآن الكريم التي ذكرتها بأنها تناولت الطعام في نهار رمضان، فصرخت مناديةً على والدتها: «الحقيني أنا راح عليا اليوم»، لكن والدتها طمئنتها بأنه لم يضيع لكونها ناسية، وأن «ربنا حنين وخلاكي تنسي عشان تاكلي وأنتي تعبانة».
رد فعل عفوي من «جاري كوبر»
تستعيد ماجدة الصباحي في اللقاء نفسه ببرنامج «ذكريات رمضان»، ذكرى أخرى جمعتها بالممثل الأمريكي الحاصل على جائزتي أوسكار «جاري كوبر»، إذ قابلته في ألمانيا خلال حفل «فطار» برمضان، جمع عدد من نجوم الفن، وتحدثت عن بساطته واصفةً إياه بـ«الطفل الكبير» وأنها أخبرته بعدم قدرتها على الوقوف بجانبه، نظراً لطول قامته الذي يشعرها بأنها قصيرة إلى الحد الذي يجعلها ترفع رأسها كثيراً كي تنظر إليه، فكان جوابه عندئذٍ لطيفاً مهذباً: «وأنا علشان أبصلك بنحني أوي».