التيمم مظهر من مظاهر التيسير ورفع الحرج في الشريعة، حيث جعله الله عز وجل عِوَضًا عن الماء في التطهر، وذلك لاستباحة ما لا يُستباح إلا بالطهارة؛ مثل الصلاة وقراءة القرأن من المصحف أو سجود التلاوة، وأي فعل يتطلب الطهارة، ويكون التيمم في حالة عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله، مع توفره لمرضٍ أو خوف أو نحو ذلك، لذا يسأل كثير من الناس عن كيفية التيمم والشروط الواجبة لصحته.
كيفية التيمم والشروط
وتناولت دار الإفتاء المصرية، في بيان، كيفية التيمم والشروط اللازمة لصحته، مشيرا إلى أنه يكون من خلال أن يضرب المُحدِث بباطن كفيه على الصعيد الطاهر ضربتين، ضربة يمسح بها وجهه، وضربة لليدين ويمسحهما إلى المرفقين؛ اليمنى باليسرى، واليسرى باليمنى؛ كما قال تعالى في بيان صفة التيمم: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾.
واستشهدت الإفتاء في بيان كيفية التيمم والشروط بما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «التَّيَمُّمُ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ، وَضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ»، منوها بأن الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير ورفع الحرج عن المكلفين؛ فقال تعالى: ﴿مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
التيمم من خصائص الأمة المحمدية
وأكدت دار الإفتاء، خلال الحديث عن كيفية التيمم والشروط، أن التيمم من الخصائص التي فضَّل اللهُ تعالى بها النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الأنبياء، وامتنَّ به على أمته من بين الأمم؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ».