تتحول شوارع العاصمة الاقتصادية خلال هذه الأيام من شهر رمضان، إلى جحيم مروري، جراء الازدحام الذي تعرفه في وقت الذروة مع قرب موعد الإفطار.
وبالرغم من كون العديد من الشوارع تمت تهيئتها وجرى فتح الطرقات المغلقة في محاور عدة، إلا أن حركة السير والجولان تعرف اكتظاظا بات يقض مضجع مستعملي الطريق.
وأضحى هذا الازدحام المروري تزامنا مع الشهر الفضيل يؤثر على العديد من القطاعات، وعلى رأسها النقل، إذ يجد سائقو سيارات الأجرة صعوبة كبيرة في التنقل وإيصال الزبائن صوب وجهاتهم.
هذا الوضع أثار استياء في صفوف المهنيين بالقطاع، الذين يرون أن الاستعمال الكبير للسيارات الخاصة من طرف المستخدمين في المقاولات والإدارات يجعل وقت الذروة يعرف ازدحاما كبيرا في بعض المحاور.
وبات المهنيون يطلبون اعتماد بعض الإدارات العمل عن بعد أو توقيتا مغايرا يمكن من السماح بالانسيابية في المرور، وبالتالي التخفيف من الضغط في الطرقات والحد من معاناة السائقين والمصالح الأمنية.
في هذا الصدد، يرى سمير فرابي، الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل، أن توحيد التوقيت المخصص للخروج من العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، يؤدي بشكل كبير إلى هذا الازدحام، الأمر الذي يتطلب إيجاد حل له.
وقال فرابي في تصريح لهسبريس: “يبدو أن السلطات المسؤولة لم تستفد من تجارب أشهر رمضان السابقة، حيث نعيش سنويا هذا الوضع”، لافتا الانتباه إلى أن “بداية رمضان تزامنت مع العطلة المدرسية، وبالتالي سيكون الازدحام أكبر في الأسبوع المقبل بعد عودة التلاميذ إلى المدارس”.
وشدد المتحدث على وجوب اللجوء إلى العمل عن بعد بالنسبة لبعض القطاعات التي تسمح طبيعة عملها بذلك، كالوكالات التجارية ووكالات الأسفار، كما كان معمولا به خلال جائحة كورونا.
كما طالب الفاعل النقابي عينه بـ”تدخل السلطات الولائية مع ممثلي الشركات لتحديد توقيت لمغادرة العمل يكون مختلفا عن التوقيت الخاص بالقطاع العام، لتفادي تلاقي الجميع في المحاور نفسها”.
وإلى جانب الازدحام الذي يتسبب فيه هذا الاكتظاظ بمناسبة رمضان في وقت الذروة، فإن حوادث سير عدة يتم تسجيلها، ناهيك عن المشاجرات والمشاحنات بين السائقين، إلى جانب إرهاق رجال الأمن الذين يجدون صعوبة في تنظيم السير.
المصدر: وكالات