محمد الدشيش
مع حلول شهر رمضان المبارك كل عام يبدأ الحديث عن ارتفاع الأسعار عموما وأسعار اللحوم بشكل خاص، ولمتابعة هذا الموضوع قامت «الأنباء» بجولة على سوق الأغنام في محافظة الفروانية «صفاة الجليب»، حيث لوحظ ان الأسعار في ارتفاع جنوني مع قلة الأغنام المعروضة بالسوق، كما لوحظ قلة الزبائن في سوق الأغنام لعدة أسباب سنتعرف عليها في هذا التقرير الذي تحدث فيه إلينا عدد من البائعين وزوار السوق، فإلى التفاصيل:
في البداية التقت «الأنباء» مع المواطن عادل العنزي الذي قال: جئت للسوق لشراء خروفين لشهر رمضان ولكن سأكتفي بشراء خروف واحد فقط وأخشى ان يأتي يوم من الأيام لا استطيع شراء نصف خروف بسبب هذه الأسعار غير الطبيعية، ورسالتي إلى وزارة التجارة او إلى القائمين على أسواق الأغنام، أن الجميع يعلم ان هناك ارتفاعا في الأسعار في جميع الدول المجاورة للكويت، ولكن لا تصل إلى الأسعار التي وصلت إليها في أسواق الكويت، والكويت لديها 3 دول مجاورة وتمتلك مخزونا كبيرا من الأغنام، ويجب فتح مجال الاستيراد من هذه الدول للمحافظة على الأسعار داخل الكويت، وأيضا دعم المربين ليساهموا بتحقيق الأمن الغائي في الكويت، ومنع السيطرة على السوق من قبل بعض أبناء جالية محددة تتحكم بالسوق وتؤثر بمصير النظام الغذائي في الكويت، فمن غير المعقول ان تتراوح قيمة الخروف بين الـ 150 و180 دينارا، وبهذا السعر من الصعب ان يستطيع المواطن البسيط شراء الخروف سواء للثلاجة، او ان كانت عنده مناسبة او ضيوف، مما يسبب الحرج لكثير من أصحاب الدخل المحدود.
أغلى من الأضاحي!
والتقينا مع أم عبدالله الماجدي، فقالت: أنا أعرف «الحلال» وفي كل مرة انا اللي اشتري الخروف للبيت وأعرف الأسعار وأعرف «الزين والشين»، ولكن بالسعر هذا ما أقدر أشتري. وقالت: نحن الآن حنا بموسم رمضان والطلب أقل من موسم الأضاحي، ولكن الأسعار أغلى من أسعار الأضحية، كما أن وزن الخروف من قبل الذبح لا يصل 20 كيلو وسعره اكثر من 150 دينارا يعني لو نحسبها يطلع كيلو اللحم 7.5 دنانير، وهذا شيء غير معقول، ويجب فتح باب الاستيراد للأغنام من جميع الدول المجاورة والقريبة للكويت وكسر الاحتكار، ويجب دعم المواطن الكويتي صاحب الحلال ودعم الأعلاف وتوفير كل ما يحتاجه صاحب الحلال حتى يستطيع تزويد السوق المحلي بحاجتها من الأغنام.
3 أشهر ركود
والتقينا أيضا مع محمد ملك، الذي قال: سوق الأغنام في ركود منذ 3 اشهر، ولا يوجد بيع وذلك لقلة الأغنام وارتفاع أسعارها، وحاليا بدأ السوق بالتحرك بنسبة بسيطة جدا، وذلك لقرب شهر رمضان المبارك.
وعند استفسار «الأنباء» عن سبب ركود السوق، أوضح أن السبب الأول والأخير هو ارتفاع الأسعار الذي سبب عزوف الناس عن الشراء، ومن أسباب ارتفاع الأسعار ما يعود إلى قانون عدم ذبح «الرخلة»، وبسبب ارتفاع الأغنام في الدول المجاورة، وقلة الأغنام في الكويت، وارتفاع أسعار الأعلاف، داعيا إلى فتح باب الاستيراد من جميع الدول المصدرة للأغنام ومنها الأردن وسورية وإيران.
ربح بسيط
والتقينا أيضا مع أبوغانم الرشيدي، فقال: البائع لا يوجد عليه أي ذنب بارتفاع الأسعار، وذلك لأنه يشتري من داخل السوق ونسبة ربحه بسيطة جدا على الذبيحة، وأتوقع ان تستمر الأسعار مرتفعة خلال الشهرين المقبلين، وذلك بسبب دخول شهر رمضان وموسم الانتخابات ومن بعدها موسم عيد الأضحى المبارك، ولن نشاهد نزولا في الأسعار إلا بعد ان يتم توفر الحلال بنسبة كبيرة وستشاهد نزول الأسعار من 20 إلى 30 دينارا بالخروف الواحد.
«نعيمي» و«شفالي»
والتقت «الأنباء» كذلك مع حميد مبارك، الذي قال: طبعا أسعار الحلال مرتفعة جدا، وذلك بسبب عدم توافر الحلال الكافي، ولا يوجد في السوق سوى «النعيمي» المحلي و«الشفالي» الإيراني، وهو قليل جدا بالسوق.
وأضاف مبارك: ان سعر النعيمي المحلي بالسابق كان 120 دينارا، والآن وصل إلى 150 دينارا للحجم الوسط، ووصل سعر النعيمي للخروف أكثر من 6 شهور إلى 170 و180 دينارا، مشيرا إلى أن السوق «ميت» والزبون يظن ان سبب الارتفاع من البائعين، وأن البائع يربح على الخروف 50 دينارا، ولا يعلم ان المربح على الخروف لا يصل إلى 5 دنانير في بعض الأحيان، وكثير من أصحاب المهنة تركوها بسبب خسائرهم، وحتى الانتخابات التي نتفاءل فيها خيرا ولمدة شهر أصبح الكثيرون يتوجهون لشراء «القعدان» او التعاقد مع المطاعم للبوفيهات.