وقال العليمي في خطاب بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: «إن التباكي الزائف للمليشيا الحوثية على السيادة لتبرير عملياتها الإرهابية في البحر الأحمر لم يكن مستغرباً؛ لأن ذلك هو نهجها المأزوم والمتوقع الذي اعتاشت عليه منذ نشأتها المشبوهة للهروب من أي التزامات داخلية، ومواصلة عبثها بمصالح شعبنا خدمة للمشاريع الخارجية في المنطقة»، مبيناً أن المليشيا تريد عبثاً من هذا التصعيد كسر عزلتها الدولية، ومحاولة فرض أمر واقع للحديث باسم اليمنيين الذين قاوموا ببسالة مشروعها العنصري على مدى عقد كامل، وسيستمرون في ذلك حتى النهاية.
وأوضح في خطاب ألقاه بالنيابة عنه وزير الأوقاف والإرشاد محمد عيضة شبيبة أن النتائج والآثار المترتبة على هذه الأعمال العدائية المارقة انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني وخطوط إمداده بالسلع المنقذة للحياة مع تضاعف تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الواردات الأساسية، لافتاً إلى احتمالات مواجهة المجاعة الواسعة التي كافحت الحكومة اليمنية مع الأشقاء والأصدقاء لتفاديها على مدى السنوات الماضية، فضلاً عن الآثار البيئية والاقتصادية المستديمة على الأمن الغذائي والقومي.
ولفت إلى أن مجلس القيادة والحكومة يدركان حجم معاناة الشعب اليمني التي طال أمدها، وتعمق ضررها كلما زاد طيش المليشيا وتعنتها إزاء كافة الجهود لإحلال السلام، واستعادة التعايش الذي ساد هذه البلاد على مر العصور، مبيناً أن الحكومة تواصل العمل من الداخل بجهود حثيثة للحد من تداعيات هجمات المليشيا الإرهابية على المنشآت النفطية المتوقفة عن التصدير منذ 16 شهراً، وفي المقدمة تحسين موقف العملة الوطنية، وضمان استدامة الخدمات، ودفع رواتب الموظفين التي زاد من تآكلها التصعيد الإرهابي الحوثي ضد سفن الشحن البحري.
وجدد رئيس مجلس القيادة التأكيد على التزام الدولة بالإصلاحات الشاملة، وتحسين الإيرادات غير النفطية، وأن يكون المواطن هو محور اهتمامها، وجوهر خططها وبرامجها الخدمية والإنمائية في مختلف القطاعات.
وخاطب العليمي المواطنين في صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثي بالقول: «إننا بذلنا كل الجهد وقدمنا كافة التنازلات من أجل استئناف دفع مرتباتكم، لكن المليشيا الفاسدة تأبى إلا أن تستمر المعاناة»، مندداً بسياسة التجويع والإفقار للشعب اليمني التي تنتهجها المليشيا.
ولفت إلى أن الحكومة لا تزال تعرض المبادرات تلو المبادرات لاختبار نيات المليشيا في التعاطي الإيجابي مع القضايا الإنسانية، وتحسين الظروف المعيشية، وليس هناك أسهل من فتح الطرقات، وإلغاء العمولات التعسفية على تحويلات المواطنين من المحافظات المحررة، وإنهاء القيود على أنشطة القطاع الخاص وتدخلاته الإنسانية، وحرية انتقال الأفراد، والسلع الأساسية، والوكالات الإغاثية، معلناً عن مبادرة للإفراج الشامل عن المحتجزين والمختطفين والمعتقلين وفقاً لقاعدة الكل مقابل الكل من أجل إنهاء معاناة آلاف المختطفين والأسرى ولمّ شملهم بذويهم المكلومين.
وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن شكره وامتنانه لأشقائه الأوفياء في تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، الذين كانوا في مقدمة الصفوف دفاعاً عن الكرامة والهوية اليمنية، وإغاثة الشعب اليمني، والحفاظ على تماسك مؤسساته، وإبقائها حاضرة في كافة المحافل الأقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هذا الاصطفاف الداخلي والتآزر الإقليمي والدولي سيبقى كما كان على الدوام مصدر قوة بلاده وإعزازها لتحقيق النصر الناجز.