كشف صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن حزبه سيعيد النظر في رؤيته السياسية والفلسفية وسيعمد إلى تحديثها، بما يتناسب مع روح حركة لكل الديمقراطيين، وتطلعات المغرب المستقبلية.
وحسب أبو الغالي، لا يتعلق الأمر هنا بمجرد تغيير سطحي، بل بتحول جذري يتوافق مع الزمن ويستجيب لتطلعات الشعب. كما سيسعى برنامج عمل “البام” وفق المعطيات التي كشفها أبو الغالي، إلى تعزيز المشاركة الشعبية في الحزب، قائلا: “لا يمكننا أن نتقدم ونتطور من دون مشاركة فاعلة من جميع المناضلات والمناضلين والأعضاء الجدد الذين يطمحون في الولوج إلى مراكز القرار داخل الحزب”.
ومن هذا المنطلق، يعتزم الحزب وفقا لأبو الغالي عضو القيادة الثلاثية، إلى تطوير وتقديم الدعم الفني والمالي والقانوني والسياسي للمنتخبين ورؤساء الجماعات المحلية، من أجل تعزيز مساهمتهم في التنمية المحلية.
وأوضح أبو الغالي الذي كان يتحدث اليوم السبت، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته الأمانة الإقليمية لـ”البام” بإقليم الرحامنة، تحت شعار: “من أجل تعاقد متجدد لمناقشة الوثيقة المرجعية والنظام الأساسي للحزب”، أن رفاهية المجتمع المحلي هي الهدف الأساسي لكل جهود الحزب، كاشفا أن “البام” سيعمل على إشراك الأكاديميين والخبراء والمفكرين في المناقشات السياسية والفلسفية الكبرى، منوها أن العلم والمعرفة هما الأساس الذي بني عليهما مستقبلنا، وذلك للمساهمة في تحديد السياسات العامة ومواجهة التحديات والفرص المستقبلية للمغرب.
كما كشف عضو القيادة الجماعية، لحزب الأصالة والمعاصرة، أن برنامج العمل الذي ستعرضه هذه الأخيرة للأمانة العامة، خلال الأيام المقبلة يوضح استراتيجيته في تعزيز مكانة المناضلين واستقطاب المناضلين الجدد، من خلال إقناعهم بتبني الأفكار والمبادئ الأصيلة والمعاصرة لحزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة.
وفقا لخطاب أبو الغالي من قلب الرحامنة، فإن هذه الاستراتيجية ليست عبارة عن تفكير عابر، بل هي نتاج خارطة الطريق السياسية التي أعدتها قيادته الجماعية، بعناية ومن تحليلها العميق للأطراف الرئيسية في التشكيلة السياسية.
حسب أبو الغالي دائما، فإن الهدف الذي يتطلع إليه ليس هدفا عاديا، بل هو هدف طموح يتمثل في تأسيس نهج جديد يعزز الروابط والرؤية حول علاقة الحزب بالهيئات المنتخبة، والأمانات الإقليمية، والمجلس الوطني، والهيئات الموازية، والهياكل الداخلية، والأعضاء الجدد، ولن يكون هذا الهدف ممكنا دون السعي الحثيث لإعادة توجيه مشروع الحزب السياسي، نحو جذب الموارد، وضمان التنسيق والتماسك الداخلي، واستقطاب أعضاء جدد، فضلاً عن توعية الشباب والابتكار في المجال السياسي.
إن تحليلاتنا للقوى والضعف والفرص والتحديات تقودنا إلى اختيار الجبهات التي نعتزم توجيه مواردنا إليها، والأهداف المحددة التي سنركز عليها في تنفيذ خطة العمل. الطريق لن يكون محفوفا بالورود، لكننا مصممون على مواجهة تحدياته بكل قوة وعزيمة بتحسين السلوك السياسي والعام من خلال وضع ميثاق أخلاقي متفق عليه، موثوق به، ومتناسق، يشمل أكبر قدر ممكن من المشاورات. فالأخلاق والنزاهة هما الأساس الذي يقوم عليه كل عمل سياسي، ونجاح المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة لن يكتمل إلا إذا تجسدت في صفوفنا قيم النزاهة وتوقير المال العام وعدم التلاعب في الصفقات العمومية ومحاربة الإثراء غير المشروع وخدمة الصالح العام .
إن المقاربة الجديدة للقيادة الجماعية من شأنها أن تعيد بناء الحزب بصفة كلية وانفتاحه على الأطر والكفاءات الشابة لكي تكون مؤثرة في القرار الحزبي والفلسفة السياسية، وكذا تجديد نخبه على مستوى الهيئات المنتخبة قناعة منا أنها الطريقة المثلى لكسب ثقة وانخراط الشباب في مغرب الغد واستجابة لخطابات قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، تلك الخطابات التي ظلت تلح في كل مناسبة على الأحزاب السياسية أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الباب بالخصوص، وها أنا اليوم أمامكم الشخص المتواضع إلى جانب الأخت فاطمة الزهراء المنصوري والأخ المهدي بنسعيد أبناء هذا الحزب ترعرعنا في حضنكم وتسلمنا المشعل من عندكم وعاهدنا أنفسنا على ألا نخذلكم، واليوم أيتها المناضلات وأيها المناضلون لحزب الأصالة والمعاصرة يمكنكم القول إن حزبكم خلخل من جديد المشهد السياسي المغربي كما فعل أول مرة، فاليوم لن يبقى للأحزاب السياسية سوى خيار تجديد نخبها والقطع مع مفهوم الزعيم الوريث وتشبيب منتخبيها وتكسير ذلك السقف الزجاجي الذي يتصدى لكل شابة وشاب ذوي كفاءات وطاقات من خارج الأسلاك الحزبية المعهودة.
المصدر: وكالات