السبت 9 مارس 2024 – 08:28
شرعت مديرية أملاك الدولة، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، في تنفيذ صيغة جديدة لاستغلال أملاك الدولة وتحصيل سيولة مالية لفائدة الميزانية العمومية، وذلك من خلال إطلاق عمليات “كراء طويل الأمد” لأصول عقارية، عبارة عن مستشفيات ومراكز صحية في جهات مختلفة من المملكة، لفائدة هيئتين للتوظيف الجماعي للقيم المنقولة (OPCI).
وأفادت مصادر مطلعة على سير العمليات المالية الجديدة موضوع مراسلات بين وزارتي الاقتصاد والمالية والصحة والحماية الاجتماعية بأن عقود “الكراء طويل الأمد” التي ستبرم بين الدولة وهيئتي التوظيف الجماعي للقيم المنقولة، ستتضمن بند المحافظة على استعمال المستشفيات والمراكز الصحية في تقديم الخدمات العمومية، موضحة أن العمليات الجديدة تعتمد على صيغة التمويل “ليز باك” (lease back)، التي تتيح تحصيل سيولة نقدية فورية من خلال إعادة تمويل الأصول المكتسبة.
وأضافت المصادر ذاتها، في اتصال مع هسبريس، أن زبونيْ العمليات الجديدة التي تندرج ضمن “التمويلات المبتكرة” المسطرة في جدول موارد الميزانية العمومية، تم تحديدهما في “سي إم إر ستون” (CMR stone)، وهي هيئة توظيف جماعي للقيم المنقولة وذراع استثمارية للصندوق المغربي للتقاعد (CMR)، ممثلة بشركة “التجاري ريم” (Attijari REIM)، إلى جانب هيئة توظيف ثانية تحت اسم “أوريزون ريل إستايت” (Horizone Real Estate)، تمثل “أجاري أنفست”، المحدثة بشراكة بين مؤسسة عمومية ومؤسسة بنكية.
وستجري العمليات المالية الجديدة باختصار، من خلال قيام “التجاري ريم” و”أجاري أنفست” بشراء الأصول العقارية للمستشفيات والمراكز العمومية، المحددة سلفا من قبل مديرية أملاك الدولة، عبر عقود “الكراء طويل الأمد”، ثم تأجيرها بعد ذلك لفائدة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بما يتيح للدولة الحصول على سيولة مالية فورية، مقابل أقساط مستحقة على المدى الطويل لفائدة المستثمرين، بنسبة فائدة مغرية وضمانات أداء منخفضة المخاطر بشكل كبير.
وستهم العمليات المالية الجديدة، إلى جانب مستشفى الأم والطفل “بانيو” والمركز الصحي تولال في مكناس، عقارات أخرى في ملكية الدولة بجهة الدار البيضاء-سطات. يتعلق الأمر بمستشفى مولاي يوسف “الصوفي” ومقري المديرية الجهوية للصحة ومندوبية الصحة آنفا، وكذا مستشفى الكولونيل بوافي ومركز صحي بسيدي مومن، إضافة إلى مركز صحي قروي بتراب جماعة المجاطية أولاد طالب، والمركز الصحي عقبة ابن نافع بآسفي ومستشفى لالة حسناء باليوسفية.
وشددت المصادر على عدم تغير وضعية المراكز والمستشفيات الصحية خلال إتمام العمليات المالية الجديدة، خصوصا ما يتعلق باستقبال المرضى وتقديم العلاجات الضرورية، مع استقرار الأجهزة والأطقم الإدارية للمرافق المذكورة.
يشار إلى أن أول عملية “ليز باك” أجريت على 5 مراكز استشفائية جامعية للمرة الأولى في عهد محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية السابق المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار الحالي. ويتعلق الأمر بعمليات “كراء طويل الأمد” لفائدة الصندوق المغربي للتقاعد، أدرت على الميزانية العمومية حينها تمويلات فورية بقيمة 4.5 مليارات درهم، أي 450 مليار سنتيم.
المصدر: وكالات