رسم الأسى على وجهه ملامح التعب والشقاء وطيبة أهل زمان، وغطت التجاعيد قسمات وجهه وجسده من عناء التجول في الأسواق بحثًا عن رزقه، مبتسمًا راضيًا بما كتبه الله له، يمتهن صناعة الأراجوز، منذ 55 عامًا، فيتخذ لنفسه زاوية على الأرض داخل أحد أسواق مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، ليبيع الأراجوز للأطفال.
«مصطفى» 50 عاما في صناعة «الأراجوز»
يفترش عم مصطفى العراقي، البالغ من العمر 78 عامًا، رصيف أحد شوارع مدينة الزقازيق، بمجموعة العرائس والأراجوز، يلتف حوله الأطفال فرحين بالبهجة التي يحدثها لهم، وفق ما قاله في تقرير عُرض في برنامج «هذا الصباح» المذاع على فضاية EXTRA: «بعشق فن صناعة الأراجوز، وأسعد لحظات حياتي هي فرحة الأطفال بالأراجوز والألعاب، أنا راجل بلغت من العمر أرزله لكن قلبي طفل زيهم».
تلمع عيناه كطفل لم يتخط العاشرة من عمره، حينما يمسك باللعبة لـ«دق صاجاته» لإسعاد الأطفال، وفق حديثه للبرنامج: «كنت في مولد وشوفت الأراجوز اللي كان عامله فنان صيني، ففكيته وحاولت أعمله تاني، ومن هنا تعلمت مهنة صناعة الأراجوز والعرائس وبعد كدة عشقتها فأخدتها مصدر رزق ليا».
الرجل السبعيني يتجول بالأراجوز في الشوارع
يستيقظ الرجل السبعيني مبكرًا، حاملًا ما صنعته يداه ومتجولا في الشوارع حتى مستقره المعروف في شارع الجلاء بالزقازيق: «الناس عارفة مكاني والأطفال كمان، والأراجوز لسه اللعبة اللي بتسعد الصغار، فالأهالي بيجوا يشتروها لولادهم وببقى فرحان وانا بلعب معاهم».
أدوات بسيطة يستخدمها «مصطفى» في صناعة العروسة والأراجوز من بينها، القطع الخشبية والصاج والقماش الملون: «بعمل أشكال كتير علشان أفرح الأطفال وارضي كل الأذواق، من الخشب والصاج والأوراق والقماش الملون المليان بهجة، والأهم إني بكون سبب في سعادة الصغار ودا هدفي».