في عالم يتحرك بسرعة، يمكن لبعض الصور أن تعيد إلينا ذكريات سعيدة، مرت ونسعى لقضاء بعض اللحظات الدافئة معها، لكن هناك أمر ما قد ينغص عليك ذلك ويزعجك، تلك البقعة الحمراء التي تظهر بالعيون أثناء التقاط الصور.
إن ظاهرة العيون الحمراء في الصور الفوتوغرافية، والتي غالباً ما يُنظر إليها على أنها مصدر إزعاج، تشير في الواقع إلى أن الجسم يعمل بشكل جيد، وخاصة العيون.
ما هو «تأثير العين الحمراء»؟
يحدث تأثير العين الحمراء، عندما يضيء فلاش الكاميرا الأوعية الدموية في العين، ما يكشف عن صحتها، ففي حين أن تأثير العين الحمراء في الصور الفوتوغرافية قد يكون مزعجًا، إلا أنه بمثابة أداة بسيطة وفعالة لمراقبة صحة العين، إنه يطمئن المشاهد على الحالة الصحية دون عائق لشبكية العين عندما تظهر كلتا العينين منعكسًا أحمر، وعلى العكس من ذلك، فإن غياب هذا التأثير أو وجود انعكاسات غير طبيعية ينبغي أن يدفع إلى مزيد من التحقيق.
ووفقا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون، فإن المنعكس الأحمر الذي لوحظ أثناء التصوير بالفلاش يشير إلى أن شبكية العين سليمة وصحية، ولكن لا توفر هذه الرؤية الطمأنينة بشأن الحالة الجسدية للعين فحسب، بل تفتح أيضًا نافذة لاكتشاف حالات العين الشائعة.
في الحالات التي لا تتحول فيها عيون الشخص إلى اللون الأحمر في الصور، يمكن أن تشير إلى حالات مثل الحول، وهي مشكلة بسيطة حيث تنظر العيون في اتجاهات مختلفة، والتي تظهر عادة عند الأطفال الصغار، وهو ما اتفق عليه الدكتور أشرف الهباق، أستاذ جراحة العيون، خلال حديثه لـ «الوطن».
ولكن، يعد الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن غياب العين الحمراء يمكن أن يشير إلى ورم أرومي الشبكي، وهو سرطان نادر في العين لدى الأطفال، فهذه الحالة، التي قد تكون قاتلة، تؤثر على قدرة شبكية العين على إرسال إشارات الرؤية إلى الدماغ، وهو ما تم اكتشافه من قبل الآباء اليقظين الذين لاحظوا انعكاسات غير عادية في عيون أطفالهم في صور الفلاش، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.
الكشف المبكر والعلاج
يلعب الاكتشاف المبكر دورًا حاسمًا في علاج الورم الأرومي الشبكي بشكل فعال، إذ يتم علاج معظم الحالات بنجاح عند اكتشافها مبكرًا، لذا لابد من تشجيع الآباء والأوصياء على التقاط العديد من الصور لرصد أي تغييرات أو تشوهات في عيون الأطفال.