معجزات كثيرة، حققها الله سبحانه وتعالى آيات للجميع في مختلف الديانات السماوية، وتعد معجزة حديث الأطفال وهم في المهد أبرزها، خاصة أن الطفل عادة يحتاج من عامين إلى أكثر حتى يبدأ الحديث بشكل متقطع، لكن الله عز وجل بيده كل شيء وجعل من الطفل الرضيع شخص فصيح في الكلام.
على مدار نشر رسالة التوحيد، الذي كلف الله سبحانه وتعالى بها أنبيائه المرسلين للشعوب، وحدثت العديد من المعجزات، إلا أن حديث الأطفال الرضع لإظهار الحقائق وبراءة المؤمنين كانت أهمها، وفق أحاديث النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، الواردة في 3 من كتب الصحاح الـ6 «البخاري ومسلم وأحمد» إذ أثبتت 4 رضع وأطفال نطقوا الحق في مهد حياتهم، ويعد من أبرز هؤلاء الأطفال هو سيدنا عيسى ابن مريم.
سيدنا عيسى
غابت السيدة مريم ابنة عمران عن الأعين، ومكثت زمنًا حتى جاءت إلى قومها وهي تحمل طفلها الذي كانت تحمله في أحشائها، وكانت تشعر بالخوف كثيرًا من ردة فعل قومها وهي تحمل طفل، إذ تعلم أن أذنها ستسمع أشد الكلمات فهي عذراء أنجبت دون أن يمسها بشر، وعند المواجهة بينها وقومها هنا تحققت المعجزة وتحدث سيدنا عيسى: «فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا *.. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ».
«اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات».. كلمات دعاء تلفظت بها أم على ولدها، هكذا بدأت قصة جريج الراهب وصاحبه الطفل الرضيع الذي برئه وسط قومه، فضل «جريج» صلاته على إجابة نداء أمه لمدة 3 أيام، إذ كان على شريعة نبي الله عيسى عليه السلام، بنى صومعة يتعبد فيها حتى جاءته امرأة تفتنه فلم يعر إليها التفاتًا.
قصة صاحب جريج
اغتاظت المرأة كثيرًا فسلمت نفسها لراعي غنم بقومها، حملت منه ثم وضعت، وادعت أنه ابن الراهب «جريج»، ليغضب عليه قومه وهدموا صومعته، ومن ثم ربطوه وطافوا به مسحولًا، فاستأذنهم أن يمهلوه وذهب ليصلي ركعتين، وبعدها نكز الرضيع بإصبعه قائلا: «من أبوك؟ فقال المولود: الراعي».
رضيع ماشطة ابنة فرعون
بينما قصة رضيع ماشطة ابنة فرعون، بدأت حينما كانت الماشطة تقوم بعملها ومن ثم قالت بسم الله، هنا هرعت ابنة فرعون لأبيها تخبره بأن الماشطة تعبد إله غيره وقالت الماشطة: «نعم فهو ربي وربك»، فكان عقابها بأنه أحضر قدرًا من الزيت المغلي وألقى أولادها أمام عينيها إذ ظل الطفل الرضيع بين يديها وحينما رآها ترددت في مشيتها لإلقاء نفسها بالزيت قال لها «اثبتي يا أمي فإنك على الحق».
شاهد سيدنا يوسف
وجاءت قصة شاهد يوسف عليه السلام في قوله تعالى: «وشهد شاهد من أهلها”، قال الله تعالى: “وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ، يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ”.
حينما أخبر سيدنا يوسف عزيز مصر، أن زوجته هي من راودته عن نفسه، لم يصدقه وطلبت امرأة العزيز بأن يعاقب «يوسف»، هنا طلب نبي الله أن يستشهد بطفل رضيع من أحد أقارب امرأة العزيز «وشهد شاهد من أهلها»، كان على مقربة من الحادث فتعجب عزيز مصر من هذا الطلب كيف يمكن لطفل رضيع أن يتكلم، إلا أن الطفل فاجأ الجميع حينما قال «إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ» فقال عزيز مصر إن كيدكن عظيم، هكذا أنقذ الطفل الرضيع سيدنا يوسف من السوء أمام قومه في تلك اللحظة.