بالرغم من أن البطالة في صفوف الشباب المغربي تزيد بأكثر من الضعف عن النسبة العامة للبطالة في المملكة، فإن المقاولات العمومية والخاصة تنفتح على تشغيل فئة الشباب بشكل متزايد.
دراسة أنجزتها منظمة “إنجاز”، وقُدمت نتائجها في ندوة نظمتها مؤسسة “بدائل المغرب”، اليوم السبت، تفيد أن 52 في المئة من أرباب المؤسسات الذين شملتهم الدراسة، أفادوا أن الشباب أقل من 35 سنة يمثلون ما بين 26 و50 في المئة من العاملين داخل هذه المؤسسات.
وتعليقا على هذا الرقم، قالت مريم كمال، مديرة الشراكة والبرامج بمنظمة “إنجاز”، إن قراءة الأرقام المتعلقة ببطالة الشباب تُظهر أن ولوج هذه الفئة إلى سوق الشغل ضعيف جدا، وأن “محيط التشغيل الخاص بالشباب صعب نوعا ما، لكن هذا لا يعني أن كل الشباب عاطلون عن العمل”.
وتبرز أرقام المندوبية السامية للتخطيط أن نسبة البطالة في صفوف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة في المغرب تناهز 32.7 في المئة، بينما المعدل الوطني للبطالة هو 11.8 في المئة.
ووفق معطيات الدراسة التي قدمتها منظمة “إنجاز”، والتي همّت 50 مؤسسة، 52 في المئة منها مقاولات خاصة و24 في المئة مؤسسات عمومية و24 في المئة من مؤسسات الاقتصاد التضامني والاجتماعي، فإن 44 في المئة من هذه المؤسسات لديها مخططات لاستقطاب وتكوين الباحثين عن الشغل.
وحسب المصدر نفسه، فإن 60 في المئة من المؤسسات لديها تخطيط مسبق ومعرفة بحاجياتها من اليد العاملة خلال السنة المقبلة، في حين أن 40 في المئة منها تعتمد النمط التقليدي في التشغيل، أي الانتظار إلى حين فراغ منصب لاستقدام مستخدم جديد.
ويظهر من خلال نتائج الدراسة أن المقاولات المغربية أصبحت تعتمد أكثر على الطرق الحديثة في تدبير مواردها البشرية، حيث تتوفر 36 من المؤسسات التي شملتها الدراسة على برامج معلوماتية (Logiciels) مخصصة لهذا الغرض، يتم استخدامها من أجل معالجة السير الذاتية للمتقدمين بطلب العمل بهدف معرفة مؤهلاتهم والمناصب التي ستكون مناسبة لهم.
وتشير الدراسة إلى أن 64 في المئة من أرباب المؤسسات صرحوا بأنهم لم يعودوا يطلبون شهادة التحفيز (lettre de motivation).
وأفادت مريم كمال أن ما يهم المشغّلين أكثر هي المهارات التي يتوفر عليها المتقدمون بطلب العمل، وهو ما أكده 68 في المئة من مسؤولي المؤسسات، داعية الشباب الباحثين عن العمل إلى تطوير مهاراتهم عبر إغناء تكوينهم “وعدم الاكتفاء بالتكوين داخل المؤسسات التعليمية”، معتبرة أن المهارات الشخصية والمهارات الرقمية تعدان من أبرز مفاتيح سوق الشغل.
المصدر: وكالات