التعليم يمكّن الفرد المتعلم من تبني المبادئ والقيم الدينية والوطنية؛ مثل الاعتزاز بالدين والولاء للوطن وقادته العظماء والفخر بمنجزات الوطن والمساهمة فيها، وكذلك الالتزام بالعدل والتسامح والانضباط.
حتى ينعم بالتقدير والوجاهة الاجتماعية، ويمكنه كذلك من اكتشاف مواهبه وإمكاناته ويصقلها، وبالتالي يستطيع توظيف تلك المواهب والقدرات بما يعود بالنفع عليه وعلى وطنه، ويجعله قادراً على تحديد أولوياته واقتناص الفرص واستثمارها، ويمكنه من الاعتناء بصحته النفسية والعقلية والبدنية، وبالتالي ينعم بجودة الحياة، كما يجعله واثقاً من نفسه معتزاً بقدراته عند مواجهة التحديات والتعامل معها بحكمة وصبر ورباطة جأش، ويجعل منه مرناً نفسياً، قادراً على بناء علاقات إيجابية وتواصل فعال مع الآخرين؛ الأمر الذي يمكنه من العيش بسلام بعيداً عن الصراعات التي تستنزف طاقته ووقته وجهده، كما يمكن التعليم صاحبه من العطاء والبذل والإحسان وبالتالي العيش في هذه الحياة براحة وسعادة واطمئنان.
هذه أمثلة فقط لأثر التعليم على الفرد.
وعلى مستوى الأسرة بينت بعض الدراسات أن الأسرة المتعلمة لها أثر إيجابي على جودة تحصيل أبنائها وصحتهم أكثر من غيرها.
وعلى المستوى الوطني نلاحظ الجهود العظيمة التي تبذلها بلادنا لرفع جودة التعليم، فقد حظي التعليم باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة، وحتى نتصور الدعم الكبير للتعليم لدينا لا بد من مقارنته مع غيره؛ فميزانية التعليم في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تتراوح بين 17% —20% تقريباً من الناتج المحلي، بينما المعدل العالمي للإنفاق على التعليم لا يزيد على 13.8% من الناتج المحلي، وهذا يوضح ما يحظى به التعليم في بلادنا، إيماناً من الحكومة بدور التعليم الرئيس في بناء المجتمع وصناعة التنمية المستدامة.
وعلى المستوى العالمي أوضحت العديد من الدراسات في مجال اقتصاديات التعليم أن كل دولار ينفق على التعليم سيعود بـ(7–10) دولارات على مدى 15–20 سنة، ولذلك الدول التي استثمرت واهتمت بالتعليم حققت نجاحات كبيرة في مجال الصناعات والاختراعات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وفنلندا وألمانيا.
ونحن في هذا الوطن العظيم الذي يطاول عنان السماء طموح قيادته، لا خيار لنا لتحقيق تلك الطموحات إلا بتبني جودة التعليم والشغف به، وإنا لفاعلون بإذن الله.