– جورج أورويل، 1984
التاريخ، كما تم تدريسه كجزء من التعليم التقليدي في القرنين أو الثلاثة قرون الماضية، لا يزال يحتوي على جميع النصوص والمصادر، لم يبرح مكانه. ولم تقدم فيه نظريات أو اكتشافات جديدة.
ستأتي نهاية المؤرخين المحترفين من خلال التدريس الرديء وغير الملهم، وعدم كفاية التقدير والتركيز على التاريخ في المدارس المتوسطة والثانوية، والتركيز المتضخم على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع مراحل التعليم.
وستكون نهاية المؤرخين كذلك عندما لا يفعل مؤرخ محترف أو أكاديمي سوى القراءة، واستخراج الصفحات، وجمع عشرات المصادر أو نحو ذلك في كتاب جديد، ولديه حواشي واقتباسات ضخمة دون أي فكرة أصلية.
ومع ذلك من المؤكد أن المؤرخين المحترفين على ندرتهم وضعف إمكاناتهم لديهم مكانة خاصة في الواقع وعليهم مسؤولية التحقق من نظريات واجتهادات الهواة والرواة الذين يعج بهم الإنترنت وبالأخص اليوتيوب.
لكن هل سنمنح مقطع فيديو على اليوتيوب نفس الاحترام والثقة التي نمنحها لكتاب صادر عن دار نشر جيدة، أو فيلم وثائقي طويل احترافي؟
في الغالب يتلقى أغلبنا فيديو اليوتيوب بثقة مفرطة واستمتاع كبير للأسف دون تمحيص للحقائق التاريخية. والمسؤول الأول عن هذا الموقف المربك هو المؤرخ المحترف الذي ترك مكانه فارغًا.
العجيب أن سبب تقصير المؤرخ المحترف حاجته لعمل ثابت يدر عليه المال بينما مؤرخ اليوتيوب هو من أثرى الأثرياء اليوم.