- د.جواهر البدر: نسعى إلى تأسيس جيل يعشق الفن والإبداع والإصرار على تجاوز العثرات
- مساعد الزامل: المؤتمر كان بمنزلة استكشاف جماعي ورحلة عبر النسيج الغني للطباعة
- د.محمد الجسار: المؤتمر كان فرصة جميلة لتنمية المهارات وتوسيع الآفاق في الإبداع
- هديل الحمود: جمع أكثر من 340 فناناً وهاوياً واستقطب 19 رحلة مدرسية وأكثر من 12 ألف زائر
دارين العلي
اختتم مؤتمر الطباعة الابداعية الذي نظم بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز عبدالله السالم الثقافي وشركة «آرت استديو كويت» أنشطته بحضور عدد كبير من الفنانين والمهتمين.
المؤتمر الذي استمر لمدة أسبوعين تكلل بنجاح كبير كونه الأول من نوعه في الكويت، حيث تخلله عدد من الورش في مركز عبدالله السالم شارك فيها نحو 12 فنانا كويتيا و3 فنانين عالميين عرضوا أعمالهم الفنية في معرض خاص على هامش حفل الافتتاح.
الأول من نوعه
وفي كلمة لها خلال حفل اختتام المؤتمر، قالت صاحبة الفكرة رئيس مجلس إدارة «آرت استديو كويت» د.جواهر البدر إن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في الدول العربية، وقد أثبتت نجاحا وتفاعلا كبيرين بين المهتمين بالطباعة بشكل عام. وأضافت: «لقد أخرجنا هذا الحدث الفني الفريد في الأسابيع الماضية من أجوائنا المعتادة إلى أجواء مليئة بالإبداعات وتبادل الخبرات الفنية حيث تمكنا من إزالة واستبعاد الحواجز بين المشاركين عن طريق تفاعل جميع الفئات العمرية والمهنية».
وأعربت عن تطلعاتها إلى المزيد من هذه الفعاليات الفنية الحية التي تنعش الثقافة الإنسانية، إذ طبعت فينا هذه التجربة أهمية تقدير الفنان واحتوائه في بيئة ثرية تشجع على هذا النوع من النتاج الفني وصقل الذوق العام عموما. ووجهت الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر مثنية على جهودهم، حيث كان الجميع شعلة من العطاء والتفاني في إنجاح المؤتمر، وفي بذل الجهد الثمين الذي قدم لرواد المؤتمر من فنانين ومعجبين الذي نتمنى بدوره أن يكون مثمرا ومؤسسا لجيل يعشق الفن والإبداع والإصرار على تجاوز العثرات.
وشكرت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعمهم وتشجيعهم لمؤتمر الطباعة الإبداعية، وكذلك مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي لتمكيننا من إحياء ورشة هذا الفن الإبداعي، كما وجهت شكرا خاصا للدكتور فهد الضاوي وفريق عمله المتميزين في إبداعاتهم لتصاميم المؤتمر، حيث كان المسؤول عن الهوية البصرية للمؤتمر وإخراجه بهذه الصورة المميزة.
وأكدت أن المؤتمر سيكون سنويا وبشكل دوري وبتوسع أكثر للإضاءة على هذا الفن، حيث كشفت في نهاية الحفل عن الهوية البصرية للمؤتمر المقبل والذي سيعقد في يناير العام المقبل.
ثمرة التعاون
بدوره، شكر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.محمد الجسار مركز عبدالله السالم الثقافي على إتاحة مثل هذه الفرصة لإقامة المؤتمر بالتعاون بين عدة جهات وهي مركز عبدالله السالم، آرت ستوديو الكويت بقيادة د.جواهر البدر، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من وحدة الاقتصاد الإبداعي.
ووصف التعاون بأنه فريد من نوعه لأنه انطلاقة لعدة جوانب، أولها وحدة الاقتصاد الإبداعي في المجلس الوطني، ومؤتمر الطباعة الإبداعية، و«آرت ستوديو كويت».
وذكر الجسار أن مؤتمر الطباعة الإبداعية جمع بين المبدعين، والمحترفين، والهواة والمبتدئين، وحتى ممن لا يملكون أي خبرة في هذا الفن من الزوار الى مركز عبدالله السالم الذين أبدوا رغبتهم في خوض هذه التجربة.
وأكد أن المؤتمر كان فرصة جميلة لتنمية المهارات وتوسيع الآفاق في الإبداع الذي يعتبر واسع الأفق ويشكل دائما انطلاقة لكل شيء جديد. ووجه الجسار الشكر الى رئيس مجلس إدارة آرت استديو د.جواهر البدر صاحبة الفكرة التي عملت عليها منذ عدة شهور، الى أن تحققت بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص. وأوضح الجسار أن تلك الفعالية جديدة على الكويت كمؤتمر وفعالية متكاملة لكنها ليست جديدة على بعض الأفراد فلدينا مبدعون وفنانون عملوا على هذا النمط من قبل، ولكنها كانت تجارب فردية وليست تجارب جماعية مثل التي حدثت في المؤتمر. وأعرب عن تطلعاته لأن يتكرر المؤتمر في المستقبل لأنه لاقى نجاحا هذه السنة.
التعبير عن الذات
من جهته، تحدث الأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني مساعد الزامل، لافتا الى ان الرحلة طوال هذا المؤتمر كانت بمنزلة استكشاف جماعي، ورحلة عبر النسيج الغني للطباعة. وقال: «لقد ساهمت كل ورشة عمل ومحاضرة ومناقشة وتفاعل في نسج قصة من الإلهام والطموح. ولم يؤد تبادل المعرفة إلى تعميق فهمنا للطباعة فحسب، بل عزز أيضا التواصل مع عمقنا الداخلي والتعبير عن الذات».
وأضاف: «لقد أرسى هذا المؤتمر الأساس لهذه التطلعات، ومن مسؤوليتنا الجماعية الآن أن نبني عليه. يجب أن تمتد أحلامنا في قطاع الفنون إلى ما هو أبعد من حدود القاعة هذه، بحيث يتردد صداها في المعارض والاستديوهات والمساحات العامة».
وأمل أن يتردد صدى هذا المؤتمر في مجالات التميز الفني لسنوات قادمة، معربا عن تطلعاته لما يحمله هذا المؤتمر من آفاق جديدة في المستقبل القريب.
12 ألف زائر
من جهتها، قالت مسؤول التسويق والعلاقات العامة والتعليم في مركز عبدالله السالم الثقافي هديل الحمود ان نجاح مؤتمر الطباعة الإبداعية ثمرة التعاون الثمين والمشترك بين كل من مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وآرت استديو كويت، وقد استقطب عددا كبيرا من رواد الفن وهواته في الكويت ولاقى استحسانا كبيرا من قبل الزوار.
ولفتت الى انه شاركت في المؤتمر مجموعة مميزة من الفنانين الكويتيين والعالميين، والذين أقاموا العديد من ورش العمل والمحاضرات الفنية القيمة بمشاركة أكثر من 340 فنانا وهاويا، كما استقطب المؤتمر 19 رحلة مدرسية وأكثر من 12 ألف زائر في هذه الفترة.
وقالت ان هذا النوع من التعاون المشترك أحد أهم أهداف المركز الرئيسية وهي أن يكون منصة دائمة تحتضن المواهب الفنية وتدعم الإبداعات العلمية والثقافية والتاريخية.
فن حديث ومتاح للجميع ومن السهل تسويقه وبيعه
أهمية وجود مركز دائم ومتخصص للطباعة وفن الحفر
قالت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي إن المؤتمر حدث فني كبير وفريد من نوعه، إذ إن فن الطباعة حديث ومتاح للجميع ومن السهل تسويقه وبيعه، ويمكن لأي شخص ان يقتني هذه الأعمال.
وشددت على أهمية أن يكون للفنانين مركز دائم ومتخصص للطباعة وفن الحفر، لافتة إلى أن هناك 4 حفارين فقط في الكويت بينما هو فن عالمي موجود في متاحف العالم من أعمال فنانين عالميين في الحفر تباع بمزادات عالية جدا.
مبدعون أجانب: فرصة لتبادل الخبرات وإظهار المواهب
حرصت الجهات المنظمة للمؤتمر على مشاركة فنانين متخصصين في هذا المجال لنقل خبراتهم للفنانين الكويتيين، حيث حضر جلسات المؤتمر وورشه 3 فنانين مبدعين ساهموا في إثراء ورش المؤتمر والمعرض المصاحب له.
وقد أكد احد الفنانين المشاركين من الولايات المتحدة الأميركية وصاحب إحدى الشركات المتخصصة في مجال الفنون د.توماس بوسكت أن هذا الفن له تاريخ طويل في الكويت، واليوم اتم إعادة إحيائه عبر هذه البرامج التي تهدف الى التواصل مع الشباب والصغار والكبار لإخراج الطباعة الابداعية بأبهى صورها، إذ ان هذا الفن متنوع ويمكن ان يشارك فيه فئات مختلفة من الموهوبين. وأعرب عن سعادته بهذا المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من الفنانين، والذي تم بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص وقادته وشاركت فيه جهات متخصصة بالفنون والثقافة. وأمل أن يعيد هذه التجربة في الكويت، حيث لمس حبا وشغفا بالفنون من أبنائها سواء كانوا فنانين أو هواة، لافتا الى أهمية التواصل والتحاور في مجال الفنون لمزيد من الخبرات.
بدوره، أكد بروفيسور غابريال فيلد عضو هيئة التدريس في جامعة رود ايلاند أهمية تنويع التجارب في مجال الفنون، لافتا الى ان المؤتمر شكل فرصة للقاء فنانين وتبادل الخبرات وإظهار المواهب التي تحتاج الى وسيلة للإضاءة عليها.
وتحدث عن حجم الجهد والعمل المبذول في هذه الأعمال الفنية، لافتا إلى أن الطباعة الابداعية من أبرز الفنون الجميلة التي لها حيز واسع من الاهتمام بين الفنانين من مختلف الأجيال.
من جهتها، أثنت كالي غلانسي وهي متخصصة من الولايات المتحدة الأميركية على الجهود المبذولة في الكويت لتطوير الفنون، لافتة الى أن المؤتمر شكل فرصة كبيرة للفنانين من مختلف الخلفيات للمشاركة في هذا الإبداع والتميز.
أول طابعة في الكويت في المرسم الحر
تحدثت مسؤولة المرسم الحر في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سارة خلف عن أهمية المؤتمر، معتبرة انه فرصة للفنانين للالتقاء والمشاركة وتبادل الخبرات، وخاصة في ظل وجود فنانين عالميين.
وقالت ان هذا الفن الراقي موجود في الكويت منذ مدة، لافتة إلى أن أول طابعة وجدت في الكويت في المرسم الحر للفنانة سعاد العيسى التي تعتبر من أوليات المتفرغات في البلاد للفن التشكيلي منذ بداية السبعينيات، حيث طلبت من دائرة المعارف وقتها استجلاب هذه الطابعة وكانت تمارس هذا الفن في المرسم الحر من خلالها.
وأملت خلف ان تتكرر التجربة لكي يستمر هذا الفن بالازدهار والتطور، لافتة الى أهمية المشاركة في الأحداث الفنية التي تساهم في تطوير وتنمية الثقافة بين الشعوب.
فنانون مشاركون في المؤتمر:يفتح أبواباً متعددة للإبداع
تحدث عدد من الفنانين المشاركين في المؤتمر والمعرض المصاحب للحفل الختامي، حيث عبرت الفنانة الكويتية فاطمة سالم عن أهمية المشاركة في المؤتمر الخاص بالطباعة الابداعية كونه من الأحداث الفنية النادرة، وهو يحصل للمرة الأولى. ولفتت الى أن الورش التي تم تقديمها تفتح أبوابا كثيرة ومتعددة للإبداع إذ يمكن ممارستها من قبل خلفيات فنية مختلفة.
وأعربت عن أملها أن تتكرر هذه التجربة لأنها تفتح المجال أمام التعرف على فنون جديدة يمكن مزاولتها في مجال الرسم والطباعة.
أما الفنانة أمينة الأنصاري فلفتت الى أن هذه المؤتمرات تساعد الفنان على الإبداع وإظهار ما لديه من قدرات ومواهب وتساعده على التعبير عن النفس، وهو فرصة للعمل مع فنانين أجانب، وأيضا فنانين كويتيين مبدعين.
وأشارت إلى ان حماسها للمشاركة في المعرض وفعاليات المؤتمر ساعدها على تصميم 15 قطعة فنية خلال مدة قصيرة جدا، متمنية ان يكون هناك استديوهات فنية مختصة تضم الفنانين وأعمالهم في الكويت.