شددت دولة الإمارات، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، على ضرورة وقف إطلاق النار الإنساني الفوري، الذي دعا إليه المجتمع الدولي مراراً وتكراراً، مؤكدة ضرورة إنهاء هذا الصراع على أساس حل الدولتين، لمنع تكرار دائرة العنف.
وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمس، نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، مضيفة «دعت الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي إلى ذلك مراراً وتكراراً، وقد حان الوقت لكي تتوقف وجهة نظر الأقلية عن عرقلة حدوث ذلك». وقالت «لا يمكننا الانتظار 100 يوم أخرى».
وطالبت نسيبة بإقرار هدنة إنسانية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وإطلاق سراح الرهائن. وحثت على فتح معبر كرم أبو سالم لتدفق المعونات الإنسانية وحركة التجارة. وقالت السفيرة لانا نسيبة إن حل الدولتين النقطة التي نأمل في تحقيقها عبر الجهود الدبلوماسية، مشددة على أن حل الدولتين السبيل الوحيد لإنهاء الصراع بشكل مستدام.
وقالت إنه حتى عندما نضغط من أجل وقف إطلاق النار، فإن الهدنة الإنسانية ستسمح بإيصال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن. وقد دعونا إلى دعم كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار سيغريد كاغ، وإنهاء قيود «الاستخدام المزدوج» التي تمنع تسليم المساعدات، وتسهيل الفتح الكامل لمعبر كرم أبو سالم الحدودي.
وعقد مجلس الأمن جلسة حول الأوضاع في الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء، شهدت دعوات لوقف فوري للحرب في غزة وتحذيرات من اتساع نطاق التصعيد بالمنطقة، قوبلت برفض إسرائيلي.
مؤتمر دولي
كما دعت كل من فلسطين والجزائر وروسيا إلى عقد مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية، وكذلك التأكيد على رفض التهجير القسري للفلسطينيين.
وتأتي الجلسة التي ترأستها فرنسا في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية وتزداد الاحتياجات في غزة.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي إن احتواء آثار الحرب على قطاع غزة مسؤولية مشتركة على عاتق المجتمع الدولي. وأكد أن الأولوية حالياً تكمن في رفع المعاناة الإنسانية وإنهاء العمليات العسكرية في فلسطين، مشدداً على ضرورة التحرك لوقف فوري لإطلاق النار.
وأعرب عن رفض المملكة ربط الحرب على غزة بذريعة الدفاع عن النفس ورفض التهجير القسري لسكان القطاع، وكذلك انتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة، وشجب استهداف المدنيين أينما كانوا.
كما أصدرت المجموعة العربية في الأمم المتحدة بياناً قالت فيه إن «المدنيين الفلسطينيين يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية بسبب العدوان الإسرائيلي». وأكدت على «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وأن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته في صون السلم». كما طالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن ضمان توفير الحماية للمدنيين وتسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
العقاب الجماعي
ورفضت المجموعة العربية في الأمم المتحدة سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، كما رفضت أيضاً أي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم. وأدانت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، مشددة على ضرورة الحيلولة دون اتساع الحرب وامتدادها إلى دول المنطقة. وقالت المجموعة العربية إن إحلال السلام في الشرق الأوسط يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة