تنظم وزارة الصحة ووقاية المجتمع فعاليات «الكونغرس السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية 2024» خلال الفترة من 27 إلى 30 يناير الجاري في دبي.
ويأتي الحدث في إطار الجهود الحكومية للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء كونه يعد عملاً إنسانياً نبيلاً، يعكس قيم الاستدامة، ويعزز تحقيق مستهدفات مؤشر جودة الحياة، ويندرج ضمن توجهات الدولة، لتكون نموذجاً يُحتذى على المستويين الإقليمي والعالمي في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في ظل ما تزخر به الإمارات من الإمكانات والقدرات من ناحية الكوادر الطبية والمنشآت الصحية والبنية التحتية التكنولوجية والشراكات الدولية مع أعرق المؤسسات العالمية المتخصصة.
وتستهدف الوزارة، من خلال المؤتمر، تشجيع مفهوم التبرع بالأعضاء خلال الحياة، أو بعد الوفاة، وفقاً للتشريعات المرنة التي تصدرها الدولة، لمواكبة المستجدات العالمية، ومن أبرزها المرسوم بقانون اتحادي رقم «25» لسنة 2023 في شأن التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.
وتتمثل أهمية المؤتمر في التركيز على الحلول المبتكرة، لتحسين معدلات نجاح عمليات زراعة الأعضاء، وتعزيز نتائجها لدى المتلقين من خلال مواكبة أفضل الممارسات في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، إضافة إلى استكشاف الاستراتيجيات الرئيسة الفاعلة لتعزيز معدلات التبرع ونتائج عملياتها.
وتحرص الدولة على تحقيق الريادة العالمية في مجال التبرع وزراعة الأعضاء من خلال إطلاق برامج نوعية، تعكس مستوى التقدم الذي أحرزته على صعيد منظومتها الصحية، التي تشهد تطوراً متسارعاً.
ويعد البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» منظومة وطنية تتوافق مع أعلى المعايير والممارسات العالمية.
ويهدف البرنامج إلى تشجيع أفراد المجتمع على التبرع بالأعضاء والإسهام في تحسين الصحة والسلامة للجميع، وتسهيل عمليات زراعة الأعضاء، وتشجيع المجتمع على تبني نمط حياة صحي.
وأكد وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة، عبدالله أهلي، حرص الوزارة على إطلاق مبادرات وتنظيم مؤتمرات حول التبرع بالأعضاء، وزيادة توعية المجتمع في هذا الجانب بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة في دبي والمنشآت الصحية المختصة بزراعة الأعضاء وجهات محلية واتحادية عدة، وبدعم من جهات رسمية وخيرية ومجتمعية وأكاديمية، بهدف إنقاذ حياة المرضى ومنحهم الأمل بالشفاء.
وأضاف أن هذه قيم مجتمعية راسخة أرستها القيادة الحكيمة في التشريعات والتوجيهات، لأن التبرع بالأعضاء، يعد عملاً إنسانياً نبيلاً يعزز التكاتف المجتمعي.
وتشمل محاور المؤتمر معالجة التحديات والفرص المتعلقة بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، التي تتضمن استراتيجيات من شأنها زيادة معدلات التبرع، ومناقشة الاعتبارات القانونية والأخلاقية المترافقة معه، إلى جانب تعزيز آفاق التعاون بين المتخصصين في الرعاية الصحية من جهة والمؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية من جهة أخرى، إضافة إلى مناقشة أحدث ما وصلت إليه التطورات التكنولوجية في هذا المجال بما في ذلك آلات التروية المبتكرة وأنظمة تحديد متلقي الأعضاء وجوانب رعاية ما بعد الزراعة.
وقال رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء في الإمارات، الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي: «سيكون المؤتمر بمثابة محطة بارزة تجمع العقول الرائدة من المبتكرين في مجال التبرع بالأعضاء، وزراعتها، وسيتم مناقشة سبل مواجهة التحديات والعمل بشكل جماعي، لاستكشاف الحلول التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على مستقبل التبرع بالأعضاء».
وأشار إلى أن «حياة» برنامج وطني يهدف إلى دعم جهود الدولة الرامية إلى تشجيع الأفراد على التبرع بأعضائهم وأنسجتهم وفقاً للمعايير والممارسات الدولية المتبعة في هذا المجال، بهدف تنظيم إجراء عمليات نقل وزراعة وحفظ الأعضاء والأنسجة البشرية، لتوفير الرعاية لمرضى القصور العضوي، مؤكداً أن التبرع بالأعضاء يجدد الأمل في نفوس المرضى وعائلاتهم، ويعزز صحة وسلامة المجتمع وجودة حياة الأفراد.
ويتيح برنامج «حياة» الفرصة للمقيمين في الإمارات، ممن تجاوزوا سن 21 عاماً، للتعبير عن رغبتهم بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة السريرية، وتشكل زراعة الأعضاء حلاً دائماً وناجعاً للعديد من المرضى، وتترك أثراً إيجابياً في كل من المتبرع والمتلقي على حد سواء.
وأظهرت إحصاءات البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، أخيراً، أن عدد المسجلين في البرنامج بلغ 14 ألفاً و602 شخص، بينما يبلغ عدد المرضى على قوائم انتظار المتبرعين 4000 مريض، وبلغ عدد المتبرعين 160 متبرعاً منذ عام 2017 وعدد عمليات زرع الأعضاء 460 عملية، منها 111 عملية منذ بداية عام 2023.
• «المؤتمر يشجع مفهوم التبرع بالأعضاء خلال الحياة، أو بعد الوفاة».