يا مقصد العاني ويا مرسى الرحال
يا من لها بين المدائن بهجة
من عاشها عاش الصبابة والوصال
أحدوثة بين المدائن لم يزل
من مسكك العذري ينبثق الزلال
يا حب عشاق البحار ووجدهم
یا شدو مفتون بحبات الرمال
تبدين فاتنة وسحرك جائل
في كل حي مثل همسات الظلال
والكل فيك متوج بكرامة
لا فرق عندك بين عمرو أو بلال
حتى تألقت المحاسن والتقت
فالشاطئ السحري تحدوه التلال
وبأبحر كل النسائم رفرفت
وبشرم من دل الشذا يرتاح بال
وعلى الرضاء أو الصفاء من الندى
ما هان صعب عنده ودنا المنال
أنتِ الجواهر.. ما أقول بوصفها
بل أنتِ عالية كما يهوى الكمال
فبكل بيت من سناك تحية
يزهو بها الأطفال في أدبِ الرجال
ومن النساء على ربوعك عاطر
تسقي الكرامة منه ربّات الحجال
ولقبر أم الخلق أرضك مهجع
هي ما بدت بين المدائن كالهلال
حواء عاشت فوقها مع آدم
وتصاحبا فيها على درب المثال
وبباب مكة أو شريفٍ ينجلي
إرث ومن سوق الندى رزق حلال
يا موئلا للقادمين لمكة
ولكل قلب شده ذاك الجلال
أنتِ المحاسن أشرقت بمدينة
أنتِ المحافل يرتديها الاحتفال
يا أهل جدة هل نسيت جميلة؟
فلديكمو صدح الجمال بالاكتمال
أَأُلامُ في حبٍّ لجدتنا سما؟
حب من الأعماق قد فاق الخيال
ساءلت غيري من يضاهي جدة؟
هي «جده غير» كان الجواب عن السؤال