يقاطع المسيحيون المغاربة الاحتفالات التي تشهدها الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية عبر العالم بعيد “القديس أنطونيوس الكبير”، لأسباب عقائدية ترتبط بإيمانهم الوحيد بكتاب الإنجيل.
وستعرف الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، يوم غد الأربعاء 17 يناير، احتفالات بما يعرف بـ”أبي الأسرة الرهبانية”، الذي تم تبجيله منذ وفاته كقديس؛ غير أن المسيحيين المغاربة غير معنيين بهذا الاحتفال، بسبب ارتباطهم بالمذهب البروتستانتي الإنجيلي.
وبحكم عدم إيمان الإنجيليين بالقديسين (باستثناء المسيح)، والكهنة، وأيضا تراتبية البابا، سيكون المسيحيون المغاربة بدون عيد يوم غد الأربعاء.
وفي هذا الصدد، قال أدم الرباطي، رئيس اتحاد المسيحيين بالمغرب، إن “المسيحيين المغاربة ينتمون إلى المذهب البروتستانتي الإنجيلي. وبناء عليه، فإنه لا يمكننا الاحتفال بعيد القديس أنطونيوس الكبير، الذي يوافق يوم غد الأربعاء، 17 يناير”.
وأوضح رئيس اتحاد المسيحيين بالمغرب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إيماننا الوحيد هو المسيح، ولا نؤمن بالقديسين الآخرين، ولا نطلب الشفاعة منهم، كما لا نحتفل بأعيادهم”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “غالبية المسيحيين المغاربة هم محافظون، ويرفضون دخول الكنائس الكاثوليكية التي تحتوي على أصنام وتماثيل؛ وهي محرمة في الكتاب المقدس”.
وأضاف الرباطي أن “أغلب الناس الذين يتعاملون مع الفكر المسيحي بالمغرب ليس لديهم معرفة بين الكاثوليك والأرثوذكس والإنجيليين”، مشددا على أن “المسيحيين المغاربة يحترمون جميع المذاهب ونتحاور معهم، ونشاركهم الحوار؛ غير أننا لنا مقدساتنا الخاصة التي تشمل الكتاب المقدس وتعاليمه”.
وفقا لهاته التفسيرات، فإن “المسيحيين المغاربة لا يمكنهم الاحتفال بعيد القديس أنطونيوس الكبير، أو حتى عيد القديسة ماري، أو القديسة مريم. كما أن القديس الوحيد الذي نؤمن به هو المسيح، الذي هو الأب الأول والمعلم الأول، وأي مسيحي في الفكر الإنجيلي فهو قديس إذا تقمص شخصية المسيح”، وفق تعبير المتحدث سالف الذكر.
وأبرز الرباطي أن “المسيحيين المغاربة محافظون بشكل كبير، ولهم منهج مغاير للفكرين الأرثوذكسي والكاثوليكي”، لافتا إلى أن “عيد القديس أنطونيوس الكبير يتم الاحتفال به في المغرب من قبل الأجانب في مختلف الكنائس الكاثوليكية بالمملكة”.
ومضى شارحا: “هاته الكنائس الكاثوليكية هي ملك للأجانب، ومنهم من ينحدر من جنوب الصحراء، ونحن المغاربة المسيحيين لا نحتفل معهم، بحكم عدم إيماننا بالقديسين، وكوننا إنجيليين محافظين”.
“المذهب الإنجيلي فيه العديد من المذاهب؛ منها الخمسينيون، والسبتيون، والمعمدانيون، والمشيخيون، والتي توجد جميعها بالمغرب؛ غير أنها موحدة تحت الفكر الإنجيلي، فالكنائس تختلف لكن الكتاب واحد”، تابع رئيس اتحاد المسيحيين بالمغرب حديثه، موضحا بذلك أن “عيد القديس أنطونيوس الكبير ستحتفل به كل الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية عبر العالم؛ بما فيها المغرب”.
وأجمل الرباطي بالقول: “هذا العيد في المغرب سيتم الاحتفال به فقط من قبل الأجانب دون المسيحيين المغاربة، وهو عيد يجذب العديد من الأشخاص الذين يريدون معرفة هاته الثقافة الكاثوليكية”، كاشفا بذلك أن “هنالك مغاربة تابعين للاتحاد الخاص بنا يحتفلون بهذا العيد خارج المغرب، بحكم مذهبهم الكاثوليكي”.
المصدر: وكالات
