الخميس 11 يناير 2024 – 01:00
رجح تقرير حديث صادر عن “المركز الدولي لمبادرات الحوار” أن يتسم هذا العام باستمرار “العنف الجهادي” في جميع أنحاء منطقة الساحل الإفريقي، واشتداد القتال في شمال مالي، واستمرار “الثلاثي الساحلي”، المكون من دول مالي والنيجر وبوركينافاسو، في السعي إلى توثيق علاقاته و”تأخير التحولات الديمقراطية مع تعزيز قبضته الاستبدادية على الدولة ومجتمعاته”.
في الصدد ذاته، رجح التقرير الصادر ضمن عدد هذا الشهر من مجلة “الدبلوماسية الآن”، التي تصدر عن المركز سالف الذكر، أن يستمر الجيش في بوركينافاسو في مواجهة التحديات المتزايدة من قبل الجماعات الجهادية، بما في ذلك حصار البلدات البوركينابية، فيما ستعمل الجماعات المسلحة في النيجر على “استغلال أي حالة فوضى تحدث في مرحلة ما بعد الانقلاب وفراغ السلطة من أجل توسيع نطاق هجماتها”.
وتوقع المصدر عينه أن “تعتمد روسيا، سواء بشكل رسمي أو من خلال وكلائها في المنطقة، إلى تعزيز نفوذها في بوركينافاسو والنيجر، ومنهما في باقي منطقة الساحل”، مشيرا إلى أن “مضاعفة الثلاثي الساحلي سالف الذكر نهجه الانعزالي تجاه شركائه الإقليميين والدوليين السابقين، يوفر له إمكانيات لبناء شراكات دولية بديلة مع روسيا، إلى جانب كل من تركيا والصين والمملكة العربية السعودية”.
وأشار “المركز الدولي لمبادرات الحوار” إلى أن التدهور في الظروف الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، واستمرار “الطغمات العسكرية” في ترسيخ حكمها في المنطقة، وتفاقم المشاكل بسبب “الحكم غير الفعال”، عوامل ستعزز من “انتشار الجماعات المسلحة في المنطقة وتنفير المجتمعات المحلية، مما يسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه تعزيز فرص السلام في هذه الرقعة الجغرافية”.
ولفت التقرير إلى أن “مشهد الصراع في منطقة الساحل اليوم يهيمن عليه تنظيم الدولية الإسلامية في الساحل الذي ينشط بشكل رئيسي في مالي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تنشط في كل من بوركينافاسو والنيجر”، مبرزا أن “الجماعات الجهادية تواصل تحدي الحدود الوطنية خارج منطقة الساحل الوسطى وتواصل التمدد جنوبا إلى الدول الساحلية الأخرى على غرار بنين وساحل العاج وغانا وتوغو، إذ بات يشكل هذا التمدد خطرا وتهديدا لهذه البلدان التي تكافح قواتها الأمنية للرد على التحركات المتزايدة للجماعات المسلحة على حدودها الشمالية”.
واعتبرت الوثيقة نفسها أن “الديناميكيات الدبلوماسية الإقليمية والدولية شهدت في الأشهر الأخيرة تحولات كبيرة وبروز تناقضات داخلية، خاصة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي سارعت إلى إدانة الانقلاب في النيجر مهددة بالتدخل العسكري في هذا البلد قبل أن تتراجع عن هذه الخطوة”.
وسجل تقرير “المركز الدولي لمبادرات الحوار” أن “العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والإدانات الدولية للانقلابات في كل من مالي والنيجر وبوركينافاسو أفضت إلى تشكيل هذه الدول لتحالف إقليمي جديد، هو في جوهره تحالف دفاع مشترك ضد أي عدوان خارجي، وهو ما كان بمثابة دق جرس الموت لمجموعة الساحل الخمس التي كانت مدعومة من فرنسا، حيث انسحبت هذه الدول من المجموعة تاركة موريتانيا وتشاد لوحدهما في هذا التحالف”.
المصدر: وكالات