شن سلاح الجو الإسرائيلي ضربات جديدة السبت على غزة حيث قتل العشرات في الساعات الماضية، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر بات “مكانا للموت غير صالح للسكن”.
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع، مترافقا مع هجوم بري اعتبارا من 27 أكتوبر، إلى مقتل 22722 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وقتل 122 فلسطينيا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وفق المصدر نفسه.
وذكر صحافيون في وكالة فرانس برس أن ضربات إسرائيلية استهدفت فجر السبت مدينة رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث لجأ مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة محاولين الفرار من المعارك.
وفي شمال غزة، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في نهاية أكتوبر، تتواصل عمليات القصف. وقال أحد سكان جباليا لفرانس برس الجمعة بعد غارة إسرائيلية “الحي بكامله مدمر ولا أعرف إلى أين سيعود الناس. أين سنعيش؟”.
وقالت امرأة وهي تنتحب أمام المستشفى الأوروبي في خان يونس، كبرى مدن الجنوب، إلى حيث نقلت جثث فلسطينيين على ما أظهرت لقطات مصورة لوكالة فرانس برس “لقد قتلوا أطفالنا لقد قتلوا أولادنا لقد قتلوا أحباءنا”.
ودمر الهجوم الإسرائيلي أحياء كاملة في غزة وأدى إلى نزوح 1.9 مليون شخص يشكلون 85 % من سكانه بحسب الأمم المتحدة.
ويعيش سكان القطاع في ظروف مزرية مع نقص حاد في المياه والمواد الغذائية والأدوية والعلاجات. وخرج الكثير من المستشفيات عن الخدمة جراء الدمار اللاحق بها.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن القطاع الفلسطيني بات “بكل بساطة غير صالح للسكن (..) باتت غزة مكانا للموت واليأس ويواجه (سكانها) تهديدات يومية على مرأى من العالم”.
وتفيد منظمة يونيسف أن المواجهات وسوء التغذية والوضع الصحي أحدثت “دوامة موت تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل” في هذا القطاع الذي كان يسوده الفقر حتى قبل بدء الحرب.
وأكد شون كايسي من منظمة الصحة العالمية أن منظمته وصندوق الأمم المتحدة للسكان تمكنا للمرة الأولى منذ عشرة أيام من إدخال مستلزمات طبية لمستودع أدوية غزة المركزي التابع لوزارة الصحة في خان يونس.
وأكد غريفيث “نواصل المطالبة بإنهاء فوري للنزاع، ليس من أجل سكان غزة وجيرانها المهددين فحسب، بل من أجل الأجيال المقبلة التي لن تنسى أبداً تسعين يوماً من الجحيم والهجمات على المبادئ الإنسانية الاساسية”.
لكن إسرائيل شددت على أن عمليتها في غزة ستستمر حتى “عودة” الرهائن و”القضاء” على قدرات حماس العسكرية التي لا تزال “كبيرة” وفق واشنطن.
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري من أن “2024 سيكون عام القتال”، مشيرا إلى أن الجيش “يستمر بالقتال في وسط قطاع غزة وشماله وجنوبه”.