السبت 6 يناير 2024 – 05:00
توقع تقرير حديث لـ”المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات” تصاعد أنشطة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي، هذه الأخيرة التي اعتبر أنها “من المرجح أن تظل مركز ثقل الإرهاب في المستقبل القريب، وذلك بفعل الديناميكيات السياسية في القارة الإفريقية ووجود أسباب جذرية لنشر الإرهاب والتطرف، أبرزها انتشار الأنظمة السياسية غير المستقرة وغياب الحكم الرشيد والتنمية المستدامة والكوارث الطبيعية والكوارث من صنع البشر”.
في هذا الإطار أوضح التقرير المعنون بـ”مكافحة الإرهاب- قراءة استشرافية في اتجاهات الإرهاب دوليا لعام 2024″، أن “الجماعات الجهادية بما فيها ‘جماعة نصرة الإسلام والمسلمين’ و’ولاية الساحل الإسلامية’ و’تنظيم داعش في غرب إفريقيا’، وغيرها من الجماعات؛ ستواصل أنشطتها مستغلة الدول الفاشلة والمساحات غير الخاضعة للحكم”، مسجلا في الوقت ذاته أن “حركة الشباب في الصومال وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين مازالتا من بين أقوى الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في المنطقة، وتتطلعان إلى توسيع عملياتهما من منطقة الساحل إلى غرب إفريقيا الساحلية”.
وأورد المصدر ذاته أن “انتشار مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية في منطقة الساحل ساهم في تفاقم الإرهاب في جميع أنحائها، حيث تدفع عملياتها في عدد من الدول، التي تسببت في سقوط أعداد مهمة من الضحايا في صفوف المدنيين، إلى الارتماء في أحضان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش في ولاية جنوب إفريقيا”، مشددا على أن “معالجة التطرف والإرهاب في إفريقيا هي الأصعب عام 2024، وستكون لذلك تداعيات كبيرة على الأمنين الإقليمي والدولي”.
وعلى صعيد آخر لفت “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات” إلى “ضرورة مراقبات الانتخابات التي سيشهدها العام 2024 في عدد من الدول، على غرار البرازيل والهند وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية”، من أجل تلافي العنف السياسي المرتبط بالانتخابات والتطرف المناهض للحكومات، مردفا بأن “العنف ذا الدوافع السياسية يوجد في قلب الإرهاب”، ومشيرا في سياق مماثل إلى أن “هناك أحداثا رفيعة سيشهدها العالم خلال العام الجاري، وتحظى باهتمام كبير من أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الضرر، بما فيما ذلك الألعاب الأولمبية في باريس التي تشكل هدفا واضحا ورمزيا للإرهابيين”.
واعتبر المركز ذاته أن “الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يمكن أن يجعل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها عرضة لهجوم مذهل آخر، خاصة ضد السفارات والقواعد العسكرية في الخارج”، موردا أنه “بات من الضروري على مجموعة من الدول، خاصة دول أوروبا، أن تراجع مواقفها وسياستها الخارجية والداخلية التي تعمل على رفع الاحتقان في الشوارع، من خلال تعزيز سياسات مناهضة الكراهية والتطرف والإرهاب والفصل بين التطرف وحرية التعبير عن الرأي”.
وخلص المصدر ذاته إلى أن “الحرب في غزة والصور المروعة للأطفال والمدنيين الضحايا تشكل مصدر إلهام للجماعات المتطرفة، وكذلك للكثير من الشباب، خاصة في أوروبا، أو من يعرفون بالذئاب المنفردة”، مشددا في هذا الإطار على “الحاجة الملحة إلى إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك من خلال العودة إلى اتفاقيات أوسلو وحل إقامة الدولتين، وتفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مع إطلاق حملة إعلامية لكشف مخاطر اليمين المتطرف في إسرائيل”.
المصدر: وكالات