صاحبتها حتى بعد الموت.. معاناة قاسية عاشتها سناء جميل بسبب حبها للفن

منذ نعومة أظافرها، عشقت الفن وضحت بحياتها وسط عائلتها من أجله، ورغم كل المعاناة التي عاشتها طيلة مسيرتها الفنية، إلا أنها أبدعت ولمعت كفنانة كبيرة ومؤثرة في تاريخ السينما المصرية، وما تزال أدوارها عالقة في أذهان محبيها، وتحل اليوم الذكرى 21 لرحيل الفنانة سناء جميل عن عالمنا عن عمر يناهز 72 عامًا، تحديدا في 22 ديسمبر 2002، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة.

رحلة سناء جميل من الصعيد لسماء الفن

ولدت سناء جميل عام 1930، في محافظة المنيا، لأسرة قبطية صعيدية، ومرت بمحطات عديدة حتى سخرت حياتها للتمثيل والتعمق في مجال الفن، وأثرت الأرشيف الفني بأدوراها المتنوعة في السينما والدراما والمسرح، وكان من أبرز أعمالها «بداية ونهاية، المستحيل، الزوجة الثانية، زينب»، واستطاعت تلك الأفلام السابقة أن تدخل قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996.

أزمة سناء جميل مع عائلتها

خلف تلك الموهبة الكبيرة في عالم الفن والتمثيل، مأساة واجهتها سناء جميل، خلال مشوراها الفني مع عائلتها، إذ فور معرفتهم بدخولها التمثيل والمسرح، أصروا على إيقافها، لكنها عارضتهم، مما دفعهم في النهاية إلى طردها من البيت، بحسب ما ذكرته النجمة في أثناء لقاء تليفزيوني مع الإعلامي مفيد فوزى.

وأوضحت «سناء» خلال اللقاء، أن أخيها الكبير عندما عرف بدخولها عالم التمثيل، صفعها على وجهها بشدة، وبينما تسرد التفاصيل من ذكريات الماضي، لم تتمالك دموعها: «أهلى طردوني عشان عرفوا إني بمثل.. وأخويا لما عرف ضربني قلم أول مرة، وديه أول مرة تحصلي حاجة زي كدة في حياتي، وطلعني بره البيت».

مأساة سناء جميل بعد الوفاة

اتسمت أسرة الفنانة الراحلة بالشدة والتعصب، حتى وصل ذلك إلى مقاطعتهم لها تماما، لدرجة أنهم لم يرغبوا في المشاركة في دفنها وتركوا جثمانها طيلة 3 أيام في المستشفى، إذ انتظر زوجها الكاتب الصحفي لويس جريس، أحد أقربائها لتشييع جثمانها وفقا لوصيتها، دون أن يحضر أحدا، ليضطر إلى دفنها في اليوم الثالث، وتوديعها من الكنيسة البطرسية بالعباسية، إذ فارقت سناء جميل الحياة بعد صراع طويل من سرطان الرئة.