عاد الإعلام الإسباني من جديد لشن حملة “معادية” تجاه الفواكه المغربية، التي مازالت تحافظ على عرشها كأول الموردين للجارة الشمالية، إذ ادعى وجود “دودة الكاربوكابس” في إحدى شحنات الرمان التي رست في ميناء ألميريا.
وقالت منصة “موريسيا إكونوميا” إن “المهنيين الإسبان ادعوا وجود حشرات في إحدى شحنات الرمان المغربية، ما جعلهم يطالبون بإعادة التفكير في الشراكة التجارية التي تجمع مدريد بالرباط”.
ووفق المصدر ذاته فإن “هاته الشحنة تم اعتراضها، ولم يتم السماح لها بالدخول إلى مستودع التفريغ بميناء ألميريا، وهو ما دفع بعد ذلك منظمات فلاحية إسبانية إلى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فريق تفتيش إلى المغرب”.
وإلى حدود الساعة لم يصدر نظام الإنذار السريع للمجتمع للأغذية والأعلاف الأوروبي “Rasff” أي إنذار بخصوص الرمان المغربي، إذ تبقى هاته المزاعم منحصرة فقط بين أصداء المهنيين الإسبان.
في هذا الصدد، قال المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) إن “الرمان المغربي سليم بشكل كامل من دودة الكاربوكابس”.
وأضاف “أونسا” في تصريح لهسبريس أن “مفتشي المكتب قاموا بإجراء التحريات اللازمة على مستوى وحدات الإنتاج والشحن المعنية، وبناء على التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها على عينات من ثمار الرمان تم التأكد بشكل رسمي من عدم وجود دودة الكاربوكابس على الفاكهة المذكورة”.
وبين المكتب ذاته أن “التحاليل كشفت وجود يرقات لنوع آخر من الديدان يعرف باسم ‘دودة أوراق الحمضيات’، ويعتبر شائعا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تشمل بلدان جنوب أوروبا وشمال إفريقيا”.
وفي هذا الصدد أوضح المصدر ذاته أن “دودة الكاربوكابس تدخل ضمن آفات الحجر الزراعي بالمغرب والاتحاد الأوروبي؛ كما أن ‘أونسا’ أعلن للمفوضية الأوروبية أن المغرب خال من هذه الحشرة الضارة وفقا للقوانين المعمول بها”.
واستنادا إلى معطيات المنظمة الأوروبية والمتوسطية لوقاية النباتات يؤكد المكتب أن “دودة الكاربوكابس تتواجد حصريا في بعض بلدان جنوب الصحراء”.
ويشدد “أونسا” على أن المغرب يواصل تصدير كميات كبيرة من فاكهة الرمان إلى العديد من البلدان (975 طنا حتى تاريخ 15 دجنبر)، وحتى الآن لم يصدر أي إشعار من سلطات الصحة النباتية للبلدان المستوردة.
ويرى رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، أن “ما نراه في الإعلام الإسباني يوضح ضغوط اللولبيات المهنية في القطاع الفلاحي بالجارة الشمالية ضد المنتجات المغربية، التي تخضع لمراقبة جد صارمة، خاصة إذا كانت ستصدر لأوروبا”.
وأضاف أوحتيتا لهسبريس أن “المغرب وصل في صادراته من الفواكه والخضر إلى مستويات جد متقدمة، أي إنه شريك استراتيجي لأوروبا، وهذا الوضع لم يصل إليه من فراغـ بل بمجهودات جد قوية، خاصة على مستوى المراقبة الصحية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “أصول هاته الفراشة التي يعرف عنها التهامها الشرس للفواكه، خاصة الرمان، والحوامض، تعود إلى جنوب الصحراء، وهي دول منتجاتها من هاته الفئة محظورة منذ وقت طويل”.
كما شدد أوحتيتا على أن “الأرقام القوية التي سجلتها الصادرات المغربية من الفواكه والخضر جعلت المهنيين في بعض الدول الأوروبية يستخدمون وسائل الإعلام لتشويه المنتجات المغربية، وأيضا لبث حالة من الهلع في نفوس المستهلكين، سواء المغاربة أو الإسبان”، ومضى شارحا: “المغرب منافس شرس داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة لإسبانيا، حيث كان المهنيون يعتبرون بلدهم بوابة المنتجات الفلاحية نحو الدول الأوروبية الأخرى، ومع تغير الوضع، يستعملون مثل هاته الممارسات”.
المصدر: وكالات