تعرضت موظفة مغربية تشتغل في إحدى المدارس الفرنسية الكاثوليكية بالعاصمة باريس لـ”مضايقات عنصرية مكثفة”، بعد اكتشاف إحدى المديرات التي تشتغل معها صوت الأذان في هاتفها قبل أن تدفعها بمحاولات عديدة إلى تقديم استقالتها.
“الواقعة العنصرية” تعود إلى يوم الثلاثاء المنصرم، حيث تفاجأت مريم يروض، أستاذة ومسيرة للموارد البشرية تحمل الجنسية المغربية وبطاقة الإقامة الفرنسية، بـ”هجوم لفظي شرس” لإحدى المديرات بمدرسة فرنسية بالعاصمة باريس بعد سماعها لصوت الأذان في هاتفها.
واستمرت المديرة، منذ ذلك الحين وطيلة بحر هذا الأسبوع، في شن “حملات عنصرية” ضدها، من خلال مراقبتها والتبليغ عنها بأنها تقوم بممارسة نشر الدعاية الإسلامية بين التلاميذ دون تقديم أي دليل، قبل أن تستدعي إدارة المؤسسة التعليمية الموظفة المغربية مطالبة إياها بتقديم اعتذار رسمي؛ لكنها بعد أن واجهت المشتكية بالأدلة وأثبتت أكاذيبها وأن السبب الحقيقي هو كونها مسلمة، فضّلت في الأخير تقديم استقالتها حفظا لكرامتها.
مريم يروض، التي سبق أن اشتغلت لمدة 6 سنوات بين مديريتي درعة تافيلالت وشتوكة أيت باها، قالت إن “تشتغل في هاته المدرسة في وظيفتين؛ الأولى على مستوى الثانوي بساعتين كل صباح، والثانية على المستوى الابتدائي”.
وصرحت يروض لهسبريس بأن “هاته المؤسسة هدفها ترسيخ الطابع الديني الكاثوليكي في تلاميذها”، مشيرة إلى “تعرضها لمضايقات من طرف إحدى المديرات بهاته المؤسسة بعد سماعها للأذان في هاتفها”.
وأوردت المتحدثة ذاتها أن “هاته المسؤولة لم ترانِ حينما تم توظيفي، وإلا لرفضت استقدامي للعمل هنا، نظرا لعنصريتها الشديدة تجاه المسلمين”.
وفي لحظة الواقعة، سردت تفاصيلها قائلة: “يوم الثلاثاء الماضي، كنت أجلس في إحدى القاعات رفقة حقيبتي التي بها هاتفي الذي يحمل منبها للأذان باعتبار أن فرنسا ليس بها أذان في المساجد أسمعه. وفور صدور صوت الأذان، جاءت هاته المديرة لتخلق حالة من الفوضى غير المسبوقة، مع هجوم لفظي تجاهي وإهانات متعددة”.
وفق يروض، فإن “هاته المديرة استغربت وجودي، مطلقة اتهامات ضدي بأنني أنشر الدين الإسلامي وأقيم صلواتي بالمدرسة، معتبرة ذلك مضيعة للوقت في العمل”، موضحة أن “السبب الرئيسي لهجومها هو عنصريتها تجاه الإسلام وأن هاته المدرسة هي كاثوليكية ويجب ألا تقبل دينا آخر”.
وكشفت المواطنة المغربية الحاملة لبطاقة الإقامة الفرنسية أن “هاته المديرة واصلت يوميا حملاتها ضدي، إذ في كل مرة أهم بالخروج من المدرسة بعد الانتهاء من عملي تجري اتصالات هاتفية كأنها تراقب تحركاتي، وتنشر أكاذيب حولي فقط بهدف طردي نهائيا”.
وأكدت يروض أن جل صلواتها الخمس تتم في منزلها، كما أن كاميرات المراقبة أكدت ذلك، خاصة أن عملها لا يتجاوز الساعتين في اليوم.
وبينت أن “إدارة المؤسسة استدعتها لتقول لها بأن هنالك تقريرا ضدك يتهمك بنشر الإسلام في المؤسسة”، ثم استدركت بالقول إنها “واجهت المشتكية أمام الإدارة بجميع الدلائل؛ بما فيها كاميرات المراقبة. وفي الأخير، قامت هاته المسؤولة بتقديم الاعتذار عن أكاذيبها، بشكل مرغم”، قبل أن تقرر يروض تقديم استقالتها بشكل نهائي.
وشددت يروض على أن سبب تقديمها لاستقالتها هو لحفظ كرامتها، وأيضا بسبب خوفها من أن تستمر في العمل بجانب هاته المديرة العنصرية التي من الواضح أنها ستسمر في خلق أكاذيب ضدها، والتي من الممكن أن تكون أسوأ من السابق.
المصدر: وكالات
