بخلاف الصورة “المثالية” التي يجري بها الحديث عن “مدارس الريادة”، التي انطلق العمل بها خلال الموسم الدراسي الحالي، تعيش بعض المدارس مجموعة من الصعوبات؛ من قبيل عدم تعميم الكتُب الخاصة بهذه المدارس، وعدم تجهيزها.
المدرسة الابتدائية “ابن طفيل” في سبع عيون نواحي مدينة فاس واحدة من “مدارس الريادة” التي انطلقتْ بها الدراسة على وقْع التعثر، حيث لم يتوصل التلاميذ بعد بالكتب الخاصة بـ”مدارس الريادة”؛ ما خلق ارتباكا في مسار انطلاق الدراسة.
أحمد التهامي، رئيس جمعية آباء وأمهات تلاميذ المدرسة الابتدائية “ابن طفيل” في سبع عيون، أفاد بأن تلاميذ هذه المدرسة ظلوا ينتظرون التوصل بالكتب الخاصة بمدارس الريادة إلى غاية بداية دجنبر، حيث فوجؤوا بالتوصل بالكتب المعتمدة في “المدارس العادية”.
وأوضح المتحدث ذاته، في توضيحات لهسبريس، أن الكتب التي توصل بها التلاميذ (التربية التشكيلية، والاجتماعيات، والتربية الإسلامية، والنشاط العلمي) كانت كميتها قليلة جدا، ولم تتعد عشر نسخ لكل قسم؛ ما حذا بأولياء التلاميذ إلى البحث عنها في المكتبات، لكن دون العثور عليها، لأن الكتب نفدت.
وبالنسبة لكتب المواد الأساسية التي تعول عليها “مدارس الريادة”، وهي الخاصة بمواد الرياضيات والعربية والفرنسية، فقد تم التوصل بها لاحقا، حيث يتم تزويد التلاميذ بها كل أسبوع.
وتقوم وزارة التربية الوطنية بمنح دفاتر الأنشطة “livrets d’activités” لجميع التلاميذ المتمدرسين في “مدارس الريادة”، حيث توفر، كل أسبوع، 320 ألف نسخة منها.
إشكال آخر تعاني منه بعض “مدارس الريادة”، كما هو الحال بالنسبة لمدرسة سبع عيون، يتعلق بغياب التجهيز، حيث أفاد التهامي بأن المدرسة يعود تاريخ بنائها إلى عهد الاستعمار (عام 1945)، مضيفا: “لم يتم تأهيل المدرسة، باستثناء صباغة الأقسام في الداخل”.
وتعقد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة آمالا كبيرة على “مَدرسة الريادة” كقاطرة لإخراج المدرسة المغربية العمومية من الأزمة التي تتخبط فيها، ويعكسها المستوى المتدني جدا للتلاميذ، حسب التقييمات الرسمية الوطنية والتقييمات الدولية.
ويحظى هذا المشروع بتأييد من رئيس الحكومة، الذي قال عقب الاجتماع الأخير للأغلبية إن مدرسة الريادة، التي يدرس بها 63 ألف تلميذة وتلميذ، “ستوفر إطارا جذابا للتلاميذ”، لافتا إلى أن مستوى التلامذة الذين يدرسون في هذه المؤسسات تحسن مستواهم بشكل ملموس في التعلمات الأساسية، وخاصة الكتابة والرياضيات واللغات.
وتفيد نتائج تقييم قامت به وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأن مستوى تلاميذ “مدارس الريادة” تحسن بنسبة أربع مرات في مادة الرياضيات، وثلاث مرات في اللغات، ومرتين في اللغة العربية.
ووفق نتائج التقييم، فإن “شهرين من الدراسة في مدرسة الريادة يعادلان استدراك سنة كاملة من الدراسة في المدارس العادية”.
ولمْ يُخْف رئيس جمعية آباء وأمهات تلاميذ المدرسة الابتدائية “ابن طفيل” في سبع عيون أن مستوى تلاميذ المؤسسة تحسن بشكل ملحوظ، معتبرا أن من بين العوامل التي ساعدت على تحسن مستوى التلاميذ “تفْييئهم” إلى مستويات بعد إخضاعهم لاختبار فردي قبل انطلاق الدراسة واستفادتهم من حصص الدعم المدرسي.
وأضاف: “التلاميذ الذين كانوا يخجلون من التفاعل داخل القسم أصبحوا يتفاعلون”، مشيرا إلى أن جميع تلاميذ الفصول الستة خضعوا لاختبار قبل انطلاق الدراسة، شمل القدرة على قراءة الحروف والكلمات وإنجاز العمليات الحسابية وتركيب الجملة وكتابة النص.
المصدر: وكالات