حل المخرج سعد الشرايبي ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي ببني ملال، في لقاء مفتوح مع نزلاء ونزيلات هذه المؤسسة حول كتابه “شذرات من ذاكرة سينمائية”، في إطار برنامج المقاهي الثقافية في السجون.
وبالمناسبة تحدث الشرايبي عن كتابه “شذرات من ذاكرة سينمائية”، الذي تطرق من خلاله إلى مواضيع مرتبطة بالسينما، ضمنها المهرجانات الوطنية للفيلم بالمغرب، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والأندية السينمائية بالمغرب، واليوم الوطني للسينما، والنقد السينمائي في المغرب، إلى جانب كتابات تأملية حول مجموعة من القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان في السينما المغربية، ووضعية المرأة في السينما المغربية، وعلاقة السينما بالتشكيل.
وناقش النزلاء الحاضرون كتاب المخرج ومجموعة من أفلامه، بالإضافة إلى الأدوار التي يمكن أن تلعبها السينما في بناء المجتمع، وكذا حضور المرأة في السينما، وعلاقة السينما بالتراث. وركزت التساؤلات على أزمة السينما المغربية، وعلاقتها بالجمهور، وبالجهوية المتقدمة، ودورها في الدبلوماسية الموازية، وعلاقتها بالقضية الوطنية. كما تمت مناقشة مجموعة من أفلام الشرايبي بداية بفيلمه “نساء ونساء”، إضافة إلى “عطش” و”جوهرة بنت الحبس”.
وبشأن إشكال تأثير السينما في تغيير المجتمع، قال المخرج في معرض تفاعله مع مداخلات النزلاء إن “الصورة لها دور مهم، لكن ليس في تغيير المجتمع، بل هي باعث على التفكير بالنسبة للمتلقي للتفكير في القضايا التي تجعل منها الأفلام موضوعا لها، ومن ثم فالسينما لا تغير المجتمع، بل هي جزء من العناصر التي يمكن أن تساهم في تغيير المجتمع على المدى البعيد”.
وأبرز أنه لا يمكن الحديث عن سينما مغربية، بل هناك أفلام سينمائية متعددة، وليس هناك فيلم نموذجي يعد مرجعا لإنتاج أفلام سينمائية، لافتا إلى أن في المغرب تعددية في الإنتاج، وتنوعا في الأفلام (فيلم فكاهي، تاريخي، مجتمعي، بسيكولوجي..)، و”هذه التعددية لا يمكن أن نسميها سينما مغربية”، يقول الشرايبي.
وعن حضور المرأة في السينما، أوضح المتحدث أن “السينما بصفة عامة هي مرآة للمجتمع، وحضور المرأة في السينما هو نفس حضورها في المجتمع، فالعديد من الأفلام السينمائية المغربية تطرقت إلى موضوع المرأة، وساهمت في تغيير الصورة النمطية، ولقيت صدى لدى المتلقي ولدى باقي الفاعلين والمؤسسات المهتمة بقضايا المرأة”.
وحول علاقة السينما بالتراث المغربي، قال المخرج ذاته، الذي كان رفقة الكاتبة أمينة الصيباري، إن الأفلام السينمائية المغربية لم تول في البداية أهمية كبيرة للتراث، لكن خلال الـ20 سنة الأخيرة أصبح التراث حاضرا فيها، سواء كان تراثا موسيقيا أو شعرا أو نثرا، مُقرّا بأن التراث الثقافي لم يأخذ حقه من الاهتمام في الأفلام المغربية.
كما أشار إلى أن هناك اهتماما كبيرا اليوم بدور السينما في الدبلوماسية الموازية من طرف الفاعلين في المجال الدبلوماسي بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تضطلع به السينما في الدبلوماسية الموزاية. كما تحدث عن وجود أفلام وثائقية تهتم بالقضية الوطنية الأولى وبالجهوية المتقدمة.
يشار إلى أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج سطرت برامج ترمي إلى تمكين نزلاء المؤسسات السجنية من مجموعة من المعارف في مجال الصناعة السينمائية والتثقيف السينمائي، من خلال إطلاق برنامج “نور الدين الصايل للأندية السينمائية بالمؤسسات السجنية”، الرامي إلى تمكين النزلاء من التثقيف السينمائي عبر التكوين في مجالات المهن السينمائية من خلال التوقيع على اتفاقيتي شراكة، الأولى مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والثانية مع جمعية “اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان”، وهي تسعى إلى تجهيز ودعم إحداث نواد سينمائية في 32 مؤسسة سجنية بالمغرب.
المصدر: وكالات