بوتيرة عادية بدأ المغاربة، اليوم الاثنين، أسبوعهم الجديد دون وجود أية معالم للاستجابة لمبادرة “الإضراب الشامل”؛ وهي مبادرة عالمية تم إطلاقها في إطار دعم غزة والتنديد بالحرب التي تشنها عليها إسرائيل منذ شهرين.
وجرَت الدعوة إلى الانخراط في إضراب شامل، اليوم الاثنين، في كل القطاعات؛ بما فيها المدارس والجامعات، “بهدف شلّ عجلة الحركة الاقتصادية في كل الدول حتى يشعر الجميع بالمسؤولية اتجاه ما يحصل في غزة”.
وفي الوقت الذي لقيتْ فيه المبادرة صدى كبيرا في بعض الدول؛ وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انخرطت فيها فئات واسعة من الجالية الإسلامية والعربية، فإن الاستجابة لها في المغرب كانت محدودة جدا، واقتصرت على مناضلي الهيئات المدافعة عن القضية الفلسطينية.
الطيب مضماض، منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أرجع سبب عدم التفاعل بشكل كبير مع مبادرة الإضراب الشامل في المغرب تضامنا مع غزة إلى أن الدعوة إلى المبادرة عُمّمت في نهاية الأسبوع، أي بعد يومين فقط على الموعد المحدد للإضراب، معتبرا أن هذا العامل لم يساعد على الانخراط في المبادرة.
وأردف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الدعوة إلى الإضراب الشامل تضامنا مع غزة جاءت أيضا عشية المسيرة الشعبية التي احتضنتها مدينة الرباط، أمس الأحد، ضد جرائم إسرائيل في غزة، والتي وازتْها مسيرات ووقفات احتجاجية في 35 مدينة مغربية، حسب الرصد الذي قامت به الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وأفاد مضماض بأن الهيئات التي تؤطر التعبيرات الاحتجاجية للمغاربة دعما لغزة لا تتوفر على إمكانيات كبيرة من أجل القيام بحملات واسعة للتحسيس بمبادراتها، مضيفا: “كان يلزمنا وقت حتى تتفاعل النقابات العمالية مع هذه المبادرة، باعتبارها الجهة المؤطرة للطبقة العاملة”.
ويُعتبر المغاربة من الشعوب الأكثر تضامنا مع فلسطين، حيث شهدت المملكة تنظيم مسيرات حاشدة ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، أودت بأرواح نحو 18 ألف فلسطيني إلى حد الآن، في الرباط والدار البيضاء والقنيطرة، إضافة إلى وقفات تضامنية بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب.
وبالرغم من عدم التفاعل مع “الإضراب الشامل”، فإن مناضلي الهيئات المؤطرة لهذه الأشكال الاحتجاجية، إضافة إلى فئات من قطاعات مهنية مختلفة، منخرطون في مبادرة “الإضراب الشامل” اليوم الاثنين؛ غير أنه “لن يكون له بحجم الإضراب الشامل”، استدرك المتحدث ذاته.
المصدر: وكالات