أفاد مسؤولو شركات متخصصة في أنظمة ومواد الإنشاءات، بأن الأسواق الإماراتية تشهد ارتفاعاً وتسارعاً في التحوّل الرقمي بقطاع الإنشاءات والتشييد، بما عزز بدوره التوسّع في تبني معايير الاستدامة بالقطاع.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش المشاركة في الدورة الـ44 من معرض «الخمسة الكبار غلوبال 2023»، الذي أنهى أعماله أخيراً في مركز دبي التجاري العالمي، إلى أن التحول الرقمي بالقطاع يخفض من كلفة استخدام الطاقة والمياه ويقلل من هدر مخلفات المواد المستخدمة، وترشيد استخدام أنظمة النقل للمواد، وهو ما يساعد على زيادة تنفيذ مبادرات الاستدامة في البناء، لافتين إلى أن الإمارات تتصدر دول المنطقة في تبني الأنظمة التقنية بالبناء، خصوصاً في ما يتعلق باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتفصيلاً، قال المدير التقني في شركة «ثري دي اكس بي»، المهندس باسل محمد، إن «الأسواق الإماراتية شهدت منذ بداية العام الجاري ارتفاعاً في التحول الرقمي في قطاع الإنشاءات والتشييد، وذلك بشكل مواكب لانتشار التقنيات المتخصصة في ذلك المجال، ونمو إطلاق العديد من المشاريع العقارية الجديدة».
وأوضح أن «ارتفاع التحول الرقمي في قطاع البناء يدعم التوسع بمبادرات الاستدامة في مجال الإنشاءات، وذلك مع توفير التقنيات الحديثة لأنظمة تقلل من استهلاك الطاقة والمياه في البناء كما تقلل المخلفات وهدر مواد البناء المستخدمة، مع تقليل الاعتماد على وسائل النقل مقارنة بعمليات البناء التقليدية».
وأضاف محمد أن «الأسواق الإماراتية شهدت نمواً يقدر بنحو 40% منذ بداية العام الجاري، في استخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في مشروعات الإنشاءات»، لافتاً إلى أنه «وفقاً للمؤشرات السوقية المرصودة، تتصدر الإمارات أسواق الشرق الأوسط في تبني الأنظمة التقنية في مشاريع البناء، خصوصاً مع النمو اللافت في استخدام تلك التقنيات».
من جهته، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة «بلانرادار» الدولية، إبراهيم إمام، إن «ارتفاع اتجاهات تبني الأنظمة الرقمية في قطاع الإنشاءات في الأسواق الإماراتية بشكل لافت خلال العام الجاري، يساعد على التوسع بمبادرات الاستدامة في قطاع الإنشاءات، لا سيما وأن استخدام الأنظمة الرقمية يصاحبه ترشيد استخدام الطاقة ويقلل من مخلفات مواد البناء مقارنة بعمليات التشييد التقليدية في مختلف المشاريع».
وأضاف أن «الأسواق الإماراتية شهدت نمواً كبيراً في تبني الأنظمة الرقمية في إنجاز مشاريع الإنشاءات، وبنسب تصل إلى 60% منذ بداية العام الجاري مقارنة بحجم الطلب على تلك الأنظمة خلال العام الماضي».
وأوضح إمام أنه «على الرغم من نمو الطلب على الأنظمة الرقمية في قطاع الإنشاءات إلا أنه مازال هناك بعض التحديات تتعلق بتحول بعض الشركات لتلك الأنظمة»، مشيراً إلى أن «التحديات الأكثر شيوعاً تتركز أبرزها في المشكلات المتعلقة بتبني التقنيات الحديثة، وتوافر أقسام تكنولوجيا المعلومات المتخصصة بالعديد من الشركات، وغياب التكامل بين البرمجيات المستخدمة والاستخدام غير الفعال لبيانات البناء».
من جهته، اعتبر المدير التنفيذي في شركة «سوبروير»، جاي يانغ، أن «هناك نمواً لافتاً في الاعتماد على الأنظمة التقنية في أعمال الإنشاءات بشكل موسع مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما دعم بدوره تطبيق عمليات بناء معتمدة على الاستدامة، في ظل ما توفره الأنظمة التقنية في الإنشاءات من معايير للاستدامة في توفير استهلاك الطاقة والمياه ومخلفات مواد البناء».
وأشار إلى أن «الإمارات قطعت خطوات متسارعة في تبني تقنيات التحول الرقمي في مشاريع البناء، وكانت من ضمن أوائل دول المنطقة في تبني مشاريع الطباعة ثلاثية الأبعاد أو الاعتماد على أنظمة إنتاج الطاقة الشمسية في الأبنية وربطها بأنظمة تقنية لمراقبة وإدارة الاستهلاك في المشاريع العقارية».