السبت 9 دجنبر 2023 – 01:00
بالموازاة مع زيارة جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إلى المنطقة، التي استهلها من الجزائر من أجل بحث حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية “دون مزيد من التأخير”، حسب ما أفاد به بلاغ للخارجية الأمريكية، سلط تقرير لمعهد أبحاث السياسية الخارجية الضوء على الإستراتيجية الإقليمية الأمريكية علاقة بهذا النزاع، مؤكدا أن “هناك مجموعة من الخيارات غير الحصرية التي قد تكون مفيدة لواشنطن في سعيها إلى تعزيز السيادة المغربية على الصحراء كتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ثم النظر في تصنيف كل من الجزائر وجنوب إفريقيا كدول راعية لها”.
وأشار التقرير ذاته إلى أنه “بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن تعزيز سيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية من شأنه أن يحرم الجزائر وجنوب إفريقيا من أولويات سياستهما الخارجية، ومع ذلك فإنه قد يدفع بهذين البلدين في اتجاه تحقيق مزيد من التقارب مع منافسي واشنطن من القوى الكبرى”، مسجلا وجود مجموعة من المتغيرات والتحولات الجديدة التي تدفع واشنطن وحلفاءها إلى دعم تعزيز سيادة المغرب على الصحراء، ولافتا إلى أن “هذه التحولات لا تهدد فقط وجود جبهة البوليساريو، بل يمكن أن تخلق توترات في العلاقات بين أمريكا والجزائر وجنوب إفريقيا، يمكن أن تستغلها جهات أخرى على غرار كل من الصين وإيران وروسيا”.
في هذا الصدد أبرز مركز التفكير الأمريكي أن “البيت الأبيض يدرك جيدا أن المشهد الإستراتيجي الحالي مليء بالتحديات، ويتقبل فكرة أن هناك حاجة إلى تغيير الوضع الراهن، إذ يرى أن تكثيف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لحل هذا النزاع هو أفضل خيار ممكن في الوقت الحالي”، وذلك رغم أنه سيخلق توترا في العلاقات المغربية الأمريكية.
وأوضح المصدر ذاته أن “التحولات الكبيرة في الصراع الإقليمي حول الصحراء زادت من مخاوف الإدارة الأمريكية، إذ إن هناك تصورا واسع النطاق بأن علاقات موسكو مع الجزائر وبريتوريا أصبحت أقوى منذ غزو أوكرانيا؛ كما أن هناك مخاوف بشأن الدور الذي لعبه هذان البلدان الإفريقيان في تعليق حصول إسرائيل على وضع مراقب داخل الاتحاد الإفريقي، وعلاقاتهما مع إيران والجماعات المسلحة الفلسطينية؛ إضافة إلى المخاوف التي زكاها هجوم السمارة بشأن رعايتهما البوليساريو في ظل صراعهما المحتدم مع الرباط، حليفة واشنطن”.
في هذا الصدد أشار معهد أبحاث السياسية الخارجية إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية رصدت بعض التصدعات في العلاقات الإستراتيجية بين الجزائر وروسيا وترغب في استغلالها، كما أنها تعي جيدا الخطر المترتب على دفع الجزائر إلى تحقيق مزيد من التقارب مع محور موسكو-بكين- طهران إذا ما دعمت علنا تعزيز سيادة الرباط على صحرائها، ولذلك فإن إدارة بادين تبحث عن نهج جديد يضمن المصالح الأمريكية”، موردا في الوقت ذاته أن “الحكومة المغربية تخشى أن يتم ذلك على حساب مصالحها الخاصة”.
وأردف المعهد ذاته بأن “اتخاذ إدارة بايدن أي قرار بشأن الصحراء يتطلب دراسة متأنية للحقائق السياسية التي لها اتجاهات متعددة؛ فعلى سبيل المثال من شأن توطيد السيادة المغربية على الصحراء أن يعزز المصالح الوطنية للمغرب وإسرائيل، إذ يعتقد عدد كبير من الأمريكيين أن واشنطن يجب أن تأخذ مصالح حلفائها بعين الاعتبار حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات”.
وخلص مركز التفكير الأمريكي إلى أن “عددا من الدول ستستفيد من التدخل السياسي الأمريكي لدعم توطيد السيادة المغربية على الصحراء، ما من شأنه أن يزيل أي توتر في العلاقات المغربية الأمريكية ويُخفف من خطر قيام واشنطن بسحب اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء، الذي كان شرطا مسبقا لتطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “الصين وروسيا ستنظران إلى هذا التدخل الأمريكي باعتباره فرصة ثمينة لمحاولة دق إسفين في العلاقات بين واشنطن والجزائر وبريتوريا”.
المصدر: وكالات