علاقات و مجتمع
الحسرة والخوف تسيطران على عينيها، الدموع تنهمر منها بلا توقف، طفلة فلسطينية لا يتعدى عمرها 5 سنوات، تبكي بحرقة في صمت، عندما تذكرت أهلها الذين فقدتهم في قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي، دون أن تنطق كلمة واحدة، وفي يدها لعبة لم تشغل بالها، ظهرت الصغيرة في فيديو مؤثر عبر «إنستجرام»، تداوله رواد مواقع تواصل الاجتماعي، بتعليقات حزينة تعبر عن وجع شديد لرؤية المشهد.
طفلة فلسطينية تبكي بالدموع
في مشهد مؤلم، ظهرت الطفلة سيلا، بملابس وردية لا تتوافق مع فظاعة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تبكي صامتة حانقة، لتزلزل دموعها مواقع التواصل الاجتماعي، أوجعت الصغيرة القلوب، دون أن تتفوه بحرف، فقط عينان يملؤهما الحزن، تدمعان لا إراديًا، بعدما تذكرت أهلها المفقودين في غزة، فلم تلهيها لعبتها عن الذكريات، حتى أنها نسيت آلامها إثر جرائم الاحتنلال في قطاع غزة.
فقد أهلها
قال مطيع الراقي، المصور الفلسطيني، خلال حديثه، لـ«هُن»، إن الطفلة دمعت فجأة دون كلام، إذ أنها لم تتعد السنوات الأولى من عمرها وفقدت والدتها: «تستحي حتى أن تذرف دموعها، بتطلعهم ببطء، متحمله هذا الحزن بهذا العمر، اشترينا ليها لعبة، لكن أبدًا ما نسيتها الألم»، إذ فقدت أهلها وسط مرمى النيران في فلسطين، حيث دفن أهلها تحت ركام في قصف وجشي لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا: فلسطيني يعثر على سترة والدته بين الأنقاض: «ببحث عن ريحة أمي يا عالم»
وبين لحظات الأسى والحزن جاءت تعليقات المتابعين: «دي دمعة القهر والاشتياق لأهلها حسبي الله ونعم الوكيل فيهم اللي نزلوا دمعتك الغالية»، «لن تعوضها أي أم وأي لعبة فقدت أعز شيء وأغلى شيء»، «الدمعة نزلت جمرة على قلوبنا اللهم حررنا من هذا العجز وحررنا من قيودنا نريد أن ننصرهم في مصيبتهم بالنفس والمال والدعاء».
تأثير الحروب على الأطفال
أوضحت إيناس علي، أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، خلال حديثها لـ«هُن»، أن الحروب دامية على الأطفال، وأكثر من يتأثرون بها هما، لأنهم بذلك يكونون في مرمى النيران، غير أن هذه يؤثر نفسيًا عليهم، ويتم خلق نمط يُورث لهم الخوف الشديد والتأثر: «لازم نتكلم ونغيث الأطفال، لأن التأثير عليهم هيبقى شديد، أقل شيء نعمله هو فعلًا شراء ليهم الألعاب والحديث معهم».