علاقات و مجتمع
أوتري سانت ماري؛ اسمًا مألوفًا في أفلام الرعب بهوليود، لكن في الحقيقة هي بلدة في إنجلترا يمارس أهلها عادة غريبة تبدأ في نوفمبر وحتى منتصف ديسمبر من كل عام، ويعود تاريخها إلى القرن الـ17، العادة الغريبة التي تحولت إلى تقليد سنوي، تقوم فيها نساء ورجال القرية بحمل براميل قطران مشتعلة ذات نيران منخفضة حتى يتعرضون للحروق ويرتدون ملابس مضادة لها، اعتقادا منهم أنها تطرد الطاقة السلبية وطرد الأرواح الشريرة حسب اعتقاد أجدادهم.
تقليد حمل البراميل المشتعلة
ليزلي رولاند 48 عاما، إحدى سيدات قرية ديفون التابعة لبلدة أوتري، روت لصحيفة الجارديان البريطانية، تفاصيل التقليد السنوي قائلة إن والدتها تحرص على المشاركة سنويًا مع نساء القرية، وعندما يبدأ طقس النيران في نوفمبر تركض ببرميل مشتعل من القطران على كتفيها وهي تصرخ وسط حشد صاخب في شوارع مدينتهم،: «أتذكر أن والدتنا كانت تصنع براميل القطران، لا بد أن ذلك كان في منتصف السبعينيات وتستعين بأحذية بيضاء غريبة ذات كعب ومطاط في الأعلى».
وقالت شقيقتها سالي، 43 عاما،:«عندما حضرت طقس البراميل المشتعلة لأول مرة كنت أمسك بيد أمي لأنني كنت صغيرة وخائفة، ثم قالت لسيدة بجانبنا أن تحملني ثم انطلقت، وجهزت البراميل ثم عادت مع هذه الأحذية البيضاء الذائبة، وأستطيع أن أتذكر فقط أنها كانت تجري بجوارنا بدون التعرض لحروق النيران، والبرميل على ظهرها، لقد فعل والدنا ذلك أيضًا وأعمامنا، كل عائلتنا تقريبًا تفعل ذلك».
متى يبدأ التقليد وما هي شروطه؟
ومع مساء يوم السبت 4 نوفمبر تتحول المدينة الإنجليزية إلى خلية من النشاط للاحتفال ببراميل القطران الفريدة، حتى أصبح الطقس حدثًا للزيارة، يذهب إليه السياح من كل مكان، ويعود تاريخ براميل القطران إلى القرن الـ17، إذ تعود أصولها إلى الفولكلور والروايات التاريخية، وتشير إحدى الأساطير الأكثر انتشارًا إلى أن التقليد بدأ كوسيلة لدرء الأرواح الشريرة، اعتقد سكان البلدة أنه من خلال إضاءة البراميل المملوءة بالقطران، يمكنهم تنقية الهواء وحماية مجتمعهم من القوى الخبيثة، كما لا يزال هذا الارتباط المبكر بالنار والتطهير هو الموضوع الرئيسي للحدث.
وبراميل القطران نفسها هي محور الاحتفال، تحتوي كل حانة من الحانات الأربع الرئيسية في مدينة أوتري على برميل خاص بها، ويتم تركيبها على عربات خشبية كبيرة يحملها المشاركون المتحمسون عبر أنحاء المدينة، يمكن أن يصل وزن هذه البراميل إلى 30 كيلوجرامًا، وهي مملوءة بالقطران الساخن، وهو مادة شديدة الاشتعال، يقوم كل فرد برفع برميل قطران يناسبه، فيحمل الأطفال براميل صغيرة، والنساء براميل خشبية، كما يتطلب التقليد مزيجًا من الألعاب الرياضية والشجاعة، ويُطلب من عمال البراميل، وهم عادة من المتطوعين المحليين، ارتداء ملابس واقية، بما في ذلك القفازات وملابس العمل، لتقليل مخاطر الحروق، حيث تم وضع تدابير السلامة على مر السنين.