- أدعو المستثمرين الكويتيين إلى استكشاف الفرص الاستثمارية في بلادنا وسنعمل على استئناف رحلات الطيران المباشر بين البلدين
أسامة دياب
أكد السفير الهنغاري الجديد لدى البلاد اندراش صابو عمق وقوة ومتانة العلاقات الهنغارية – الكويتية والتي وصفها بالتاريخية، حيث بدأت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين في عام 1964، وبعدها تم تأسيس مكتب استثماري صغير، وفي عام 1975 تم الافتتاح الرسمي للسفارة الهنغارية في الكويت وكانت أول سفارة لبلاده في المنطقة، مشيرا إلى أن البلدين الصديقين سيحتفلان بالذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الديبلوماسية العام المقبل، موضحا أنه قدم أوراق اعتماده إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في 22 نوفمبر الماضي، معربا عن فخره بهذا اللقاء الذي استمر 20 دقيقة وشمل سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية، ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية.
ولفت صابو – في تصريحات خلال أول مؤتمر صحافي يعقد مع عدد من ممثلي الصحف المحلية بعد تقديم أوراق اعتماده – الى ان اقوى مراحل العلاقات الثنائية وأبرز فترات ازدهارها كانت خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان يعيش في الكويت نحو 10 آلاف مواطن هنغاري يعملون في مختلف القطاعات، وتحديدا القطاعين الطبي والرياضي، موضحا أنه وبعد التحولات السياسية التي حصلت في هنغاريا في التسعينيات، وخصوصا بعد انضمام بلاده إلى الاتحاد الاوروبي في عام 2004، اصبح جل تركيز بلاده ينصب على أوروبا، موضحا أنه جاء لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية واستشراف آفاقها المستقبلية وخصوصا العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الكويت ليست محطته الأولى في العالم العربي حيث مثل بلاده في المغرب، بالإضافة إلى إيران وغانا.
وأشار إلى أن هنغاريا بلد متطور في مجالات الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والقطاع الطبي، وقطاع السيارات والأمن السيبراني، معربا عن ثقته في إمكانية تحقيق نتائج ممتازة في هذه المجالات، معربا عن سعادته بنظام التأشيرات الجديد «كاسكيد» والذي يمنح المواطنين الكويتيين تأشيرات دخول طويلة الأمد لمدة 5 سنوات، مضيفا: أتطلع لرؤية العديد من أصدقائنا الكويتيين في أوروبا عموما وفي هنغاريا بصفة خاصة، مشيرا إلى أنه سيركز على العمل على استئناف رحلات الطيران المباشر بين البلدين بعد أن علقت الخطوط الجوية الكويتية العام الماضي الرحلات المباشرة بين البلدين، متمنيا أن تستأنف رحلاتها السنة المقبلة، مؤكدا أن بلاده تؤيد ملف إعفاء الكويتيين من تأشيرة الشينغن.
وأشار إلى أن شركات طبية هنغارية مرموقة تصنع وتبيع أجهزة تشخيص وتحليل متطورة جدا للمستشفيات الحكومية في الكويت، موضحا ان الجامعات الهنغارية مصنفة ضمن أفضل الجامعات في العالم، مبينا أن بلاده تقدم 20 منحة دراسية للطلاب الكويتيين الراغبين في الدراسة فيها، مشددا على أن بلاده آمنة للغاية وتقع في قلب القارة الأوروبية، وأسعارها في المتناول، كما ان الشعب الهنغاري يتمتع بحسن الضيافة وتمتاز بثقافتها القديمة والعريقة، مضيفا: الحكومة الكويتية تقدم 3 منح دراسية سنويا للطلاب من هنغاريا الراغبين في دراسة اللغة العربية في جامعة الكويت، لافتا إلى أن أحد الديبلوماسيين الشباب في وزارة الخارجية أمضى سنة كاملة يتعلم اللغة العربية في الكويت.
وذكر صابو أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح حيث يبلغ 30 مليون دولار، لافتا إلى وجود رغبة مشتركة في رفع معدلاته، متمنيا رؤية شركات هنغارية تعمل في الكويت، لافتا إلى أن الاتفاقات الموقعة بين البلدين تغطي كافة مجالات التعاون الثنائي، مشيرا إلى أنهم يعملون حاليا على تجديد بعض الاتفاقيات القديمة، كاشفا عن زيارة وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو، سيزور الكويت في مارس المقبل، معربا عن أمله في أن تشهد الزيارة التوقيع على بعض الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تتعلق بمجالات الأمن السيبراني أو تكنولوجيا المعلومات المتطورة، مشيرا من ناحية أخرى إلى أن اللجنة الاقتصادية الكويتية – الهنغارية المشتركة، والتي تجتمع كل سنتين، عقدت اجتماعها بالكويت في سبتمبر من هذا العام، وسنحاول عقدها العام 2025 في المجر، في اطار احتفالات البلدين بالذكرى الستين لإنشاء علاقاتنا الثنائية.
ودعا السفير الهنغاري المستثمرين الكويتيين الى استكشاف الفرص الاستثمارية في بلاده التي تتمتع بمناخ وبيئة استثمارية مميزة ولكنها تفتقر إلى رؤوس الأموال.
وردا على سؤال عما اذا كانت بلاده تمنح «التأشيرة الذهبية» ولمن تمنحها؟ أوضح السفير «اعتدنا على منحها في السابق، ولكن لدينا الآن قانونا جديدا وهو حاليا أمام البرلمان للعمل على اقراره مجددا»، موضحا أن المستفيدين من هذه التأشيرة هم «المستثمرون، ومن يشترون عقارات في هنغاريا، وغيرهم من الداعمين لنشاط الجامعات، والتبرعات، اضافة إلى لائحة كبيرة من الشروط للحصول على التأشيرة الذهبية».
وذكر السفير الهنغاري أن «العام المقبل سيشهد أنشطة مختلفة، بدءا من زيارة وزير خارجية بلاده، وعرض المزيد عن الثقافة المجرية، وعن مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية المشهورين فيها، وعن السياحة وفن الطهو».