“مؤسسة الفوسفاط” تراهن على التعليم الشامل لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة

في تقرير صدَر تزامنا مع تخليد العالم في 3 دجنبر لمناسبة “اليوم العالمي لذوي الإعاقة” (أقرّتْها الأمم المتحدة منذ عام 1992)، سلطت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط (Fondation OCP) الضوء على موضوع “التعليم الشامل من أجل الإدماج الاجتماعي والمهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”.

واعتبرت مؤسسة الـ”OCP” أن “التعليم الشامل يفتح الطريق أمام الاندماج الاجتماعي والمهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”، موردة أنه “يعمل على تشكيل بيئة تعليمية حيث يمكِن لكل فرد المساهمة في إثراء نفسه وإثراء المجتمع”.

“نقطة انطلاق للاندماج المهني”

وسجلت المؤسسة في تقريرها، الذي توصلت به هسبريس، “تطوُّر” التعليم الشامل/ أو “التربية الشاملة” (L’éducation inclusive) على مر السنين ليصبح أكثر بكثير من مجرد الوصول إلى التعليم للجميع. وأضافت “لقد أصبحت فلسفة تسعى جاهدة لخلق مجتمع متوازن يحترم التنوع ويوفر فرصاً متساوية للجميع. وهي ملتزمة بتشكيل بيئة تعليمية حيث يمكن لكل فرد، بغض النظر عن احتياجاته الخاصة، أن يزدهر ويتعلم ويقدم مساهمته في المجتمع”.

ومع ذلك، تتابع المؤسسة التي استعرضَت مبادراتها لصالح الاندماج السُّوسيو- مهني المستدام، فإن الفكرة الرئيسية هي أن “كل فرد، بغض النظر عن وضعه أو قدراته، يجب أن تتاح له الفرصة للمشاركة بنشاط في عالم العمل، وبالتالي المساهمة في إثراء المجتمع وتنميته وازدهاره”.

ولفت المصدر نفسه إلى أن “التعليم الشامل يتجاوز الوصول إلى التعليم، كما أنه يُمهِّد الطريق للاندماج الاجتماعي والمهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”.

“تلتزم مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط بالعمل حيث تكُون المخاطر أعلَى، ونحن مقتنعون بشكل أساسي بأن مستقبل المغرب والقارة بأكملها يقوم على شبابها. وهذا هو السبب في أنه من المهم بالنسبة لنا تيسير الحصول على التدريب الجيد للجميع، وتعزيز التمكين والاندماج الاجتماعي والمهني من خلال مراعاة عنصر التنوّع من أجل الحد من التفاوتات وتعزيز تكافؤ الفرص”، تقول إيمان البقالي، المسؤولة عن “التعليم الشامل” في مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، في تصريح نقله التقرير عنها.

“مبادرات بشراكات ملتزِمة”

لإنجاز وإنجاح المهمة التي كرّسَت نفسها لها كان من الضروري أن تتضافر جهود مؤسسة الـ”OCP” مع “شركاء ملتزِمين”، مسجلة أن ذلك يضمن “تقاسُم نفس الرؤية لعالم أكثر شمولا وإنصافا للجميع”.

وعددت في هذا الإطار، ضمن أبرز مبادراتها لفائدة إدماج هذه الفئة الهشة مجتمعياً، مشروع “دار الضيافة المسمّاة “دار ضياف”، باعتبارها “مفهوما متكاملا مندمجماً ومبتكِرًا”، حسب توصيف المؤسسة.

وبخصوص شق “التعليم”، فقد وصفته المؤسسة في تقريرها بـ”فن إنماء وازدهار الناس مع جعلهم قادرين على ذلك”، مستدِلّةً على ذلك بـ”شراكة واعدة وتغيير بين مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط وجمعية المنار”.

واسترجعت المؤسسة ذاتها عام 2021 حينَ أقامت “شراكة حاسمة مع جمعية المنار” بهدف “دعم 16 طفلا من ذوي الإعاقات العقلية/ الذهنية”، مذكّرة بأن “الهدف الرئيسي من هذه المبادرة هو تعزيز تعليمهم الخاص بهدف إعداد اندماج متناغم في المجتمع والعالم المهني”.

مبادرة أخرى التزَمَت بإنجازها مؤسسة “مكتب الفوسفاط”، جاءت موسُومة بـ”الطريق إلى الاستقلالية: التزام مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط مع جمعية أنيس”. ومن خلال هذه الجمعية توفر المؤسسة الرعاية لـ22 طفلا من ذوي الإعاقة “بهدف تنميتهم وازدهارهم واستقلالهم الاجتماعي على الرغم من العقبات التي يواجهونها”، كل ذلك بالاعتماد على “نهج شامل يُدمج مختلف الأهداف الأساسية”، وفق المؤسسة.

اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة.. “رحلة طويلة معقدة”

وفي الختام أكدت المؤسسة أن “التعليم الشامل للجميع، ورغم أنه يجلب الأمل في مكافحة الوَصْم والتمييز، فضلا عن تعزيز قبول التنوع واحترامه، يذكّرُنا بأن الطريق إلى الاندماج المهني رحلة طويلة ومعقَّدة”. وزادت: “تلعب مؤسسة “OCP” دورا أساسيا في هذه المغامرة، بتقديمِها دعمًا وإرشادا قيّمَيْن في إحدى مراحل هذه الرحلة”.

ومع ذلك، لكي تكون هذه الرحلة ناجحة حقّاً، توصي المؤسسة ذاتها بأنه “مِن الضروري أن تُشارك الجهات الفاعلة الأخرى في مكونات معيَّنة من هذه العملية”.

وأبرزت أن “التوجيه والإرشاد وإمكانية الوصول والتوعية وتعزيز ثقافة الإدماج كلها عناصر أساسية تتطلب مشاركة المجتمع بأسره. كل واحد منا، كصاحب عمل أو معلم أو عضو في المجتمع أو مواطن، له دور يلعبُه في خلق عالم حيث يمكن لكل فرد، بغض النظر عن خلفيَّته أو احتياجاته الخاصة، المساهمة والازدهار بشكل كامل في العالم المهني”، مشيرة إلى أنه “من خلال توحيد جهودنا يمكننا حقا جعل التعليم الشامل حقيقة واقِعية للجميع، وبالتالي السماح للجميع بالاندماج والازدهار”.