الجمعة 1 دجنبر 2023 – 05:25
أصدر الباحث المغربي المهدي مستقيم مصنفا جديدا بعنوان “الدين والمعنى” عن منشورات دار سؤال بيروت، لبنان، 2023.
ويُراهن المهدي مستقيم، من خلال مصنفه، على “إبراز خصيصة الفكر الفلسفي المتمثلة في النقد القائم على الفحص والاستبصار والسؤال، باتباع سبيل الشك المنهجي بما هو أحد أعظم السبل المؤدية إلى اكتشاف الحقيقة على أن الحقيقة ليست معطى جاهزا مباشرا؛ فلا يمكن لما هو جاهز عفوي إلا أن يقود صوب الوقوع في الخطأ”.
وأوضح مستقيم أن “الفكر الفلسفي لا ينظر في العالم بجعل الله محوره الأساس كما هو الحال بالنسبة إلى الفكر الديني، إذ إن قوام الرؤية الفلسفية للعالم ومنشأها التسليم باستقلالية الأشياء واستقلالية العقل”.
وانبرى المؤلف إلى “توضيح طبيعة العلاقة التي تربط الإنسان بالكون من جهة، والعلاقة التي تربط الإنسان بالله من جهة أخرى”، موضحا أن “الإنسان أولا من وجهة نظر أنطولوجية يُضاهي الكون؛ إذ يتوفر على العناصر نفسها التي يتوفر عليها الكون، والإنسان، ثانيا، من وجهة نظر إبستمولوجية يُضاهي الكون؛ لأنه يتصوره على حقيقته”.
وآثر الباحث المغربي تأليف هذا المصنف على إثر تهجسه بتساؤلات عديدة؛ من بين أبرزها: “ما السبيل من أجل تجاوز أزمة الفراغ التي ما برحت تهمين على الشعوب الغربية المعاصرة؟ ألا يقتضي تبديد هذا الفراغ البحث عن معنى الحياة والكون؟ أليس بمقدور الدين إتاحة سبل المعنى لمجتمعات خرجت من الدين واستشعرت الحاجة إلى الأوبة إلى روحه من جديد؟”.
ومن أجل معالجة هذه التساؤلات، عمل مستقيم على تقسيم هذا المصنف إلى أربعة فصول؛ فقد سلط في الفصل الأول الضوء على مجموع الاختلافات القائمة بين الفلسفة الدينية وفلسفة الدين. وبسط في الفصل الثاني أسس المقاربة الفينومينولوجية للمسألة الدينية. في حين وقف في الفصل الثالث على نمطين من الوجود ما لبثا يهيمنان على العالم: المقدس والدنيوي. وخصص الفصل الرابع لتسويغ فرضية أساس مفادها أن الإيمان توق إلى إدراك المطلق وشوق إلى ملاقاته.
المصدر: وكالات