جاء فوز السعودية من خلال دخول المنافسة برؤية 2030 والسعي الشريف للفوز بأصوات الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض. وتنافست الرياض مع نظيرتيها الإيطالية روما، ومدينة بوسان الواقعة جنوب شرقي كوريا الجنوبية.
وبينما ركزت روما على حقوق الإنسان والديمقراطية في سعيها لاستضافة المعرض، عرضت المملكة رؤيتها بكل شفافية ووضوح وثقة، وجاء فوزها تتويجاً لرؤية 2030 الطموحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
إن اختيار المملكة لاستضافة الحدث العالمي إكسبو 2030، جاء نظراً لما تمتلكه من إمكانات ومقومات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية وحضارية وتكنولوجية تجعلها بحق في مقدمة الدول التي تتنافس على استضافة الحدث العالمي.
ولا شك أنه منذ طرح ولي العهد رؤية 2030 أصبح العنوان الرئيسي للمملكة مقارعة التحديات بمختلف أشكالها وألوانها والتغلب عليها بكل ثقة واقتدار، فقد عمل أبناء المملكة على تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز، وكانوا على قدر المسؤولية في التغلب على مختلف التحديات بدعم ومساندة وتشجيع من القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حتى أصبحت المملكة العلامة الفارقة والنموذج الساطع في التنمية، وبات العالم يسعى إلى الاحتذاء بهذا النموذج الذي كان ولا يزال يمتلك كل مقومات النجاح والتطور والبناء.
إذاً، لم يكن مستغرباً فوز المملكة العربية السعودية باستضافة «إكسبو 2030»؛ لأنها تمتلك العديد من المزايا التي ترشحها للفوز بهذا الحدث العالمي، فهي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يجعل منها بوابة للاقتصادات النامية في جميع أنحاء العالم.
لكن الملاحظ أن كوريا وإيطاليا حشدتا رسمياً للفوز باستضافة المؤتمر وجرت حملات على قدم وساق في باريس، وقام الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بمحاولة أخيرة خلال رحلة إلى فرنسا، قائلاً: إن المعرض «سيكون فرصة لبلاده لرد الجميل للعالم»، بعد الاستفادة من المساعدات الدولية في أعقاب الحرب الكورية بين 1950 و1953.
وشاركت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجا ميلوني، شخصياً في محاولة إقناع الزعماء الدوليين بدعم روما، لتمنح العرض دعمها السياسي الكامل، متطلعة إلى استخدام المعرض وسيلةً لجذب الاستثمار، مثلما فعلت ميلانو عندما استضافت «إكسبو 2015»، وكان ذلك هو آخر معرض إكسبو يُنظم في أوروبا.