شارك رواد فضاء البعثة الاستكشافية 69 إلى محطة الفضاء الدولية، رفقة رائد الفضاء هزاع المنصوري، المسؤول عن متابعة البعثة من الأرض، في جلسة رئيسة بعنوان (دروس من الفضاء للعالم) انعقدت ضمن فعاليات الدورة الثانية من (منتدى دبي للمستقبل)، الذي انطلق اليوم 27 نوفمبر في متحف المستقبل في مدينة دبي.
وعرض رواد الفضاء خلال الجلسة تجاربهم ومشاهداتهم ومسيراتهم المعرفية الفردية والمشتركة في قطاع الفضاء أمام جمهور منتدى دبي للمستقبل، بعد تسجيلهم مجتمعين ما مجموعه أكثر من 50 ألف ساعة في الفضاء، بما يشمل المهمة التي استغرقت 186 يومًا على محطة الفضاء الدولية.
وقدم رواد الفضاء المخضرمون خبراتهم وعرضوا رؤاهم حول أفضل السبل لترسيخ الفضول العلمي والمعرفي وحب الاستكشاف لدى النشء والشباب، مع التركيز على أهمية التعليم المتقدم والمتطور باستمرار لمواكبة أحدث مستجدات استشكاف الفضاء وصناعاته وإعداد جيل مستقبلي واعٍ وواعد وشغوف بسبر أغوار قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل البشرية.
سلطان النيادي: التجارب العلمية المشتركة هي أهم ما تحققه مهام الفضاء لمستقبل الإنسانية
قال رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، أحد أعضاء البعثة الاستكشافية 69: “إن دولة الإمارات بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، حققت قفزات طوت الزمن واختصرت المراحل في استكشاف الفضاء”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وأكد النيادي أن التجارب العلمية المشتركة هي أهم ما تحققه مهام الفضاء لمستقبل الإنسانية، لافتًا إلى أن دعم العائلة الأسرة الكبيرة في دولة الإمارات جعل رواد الفضاء الإماراتيين يركزون في مهامهم في الفضاء، ومواصلة التدريبات والتمارين.
وقال النيادي: “إن روح الفريق الواحد هي الأساس في نجاح أي مهمة فضائية”. مشيرًا إلى أهمية تمارين بناء الفريق التي تشرك الجميع وتحقق هدف المهمة الفضائية، كما أشار إلى أن تدريباته شملت رحلات مع طاقم المحطة الفضائية، وقضاء الوقت كفريق معًا حتى أصبح الجميع أصدقاء.
وأوضح النيادي أن قيامه بالسير في الفضاء كأول رائد فضاء عربي يقوم بذلك شكل فرصة غير مسبوقة يفتخر ويعتز بها ويهديها لكل الطامحين لتحقيق تطلعاتهم في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم.
وأكد النيادي أنه أمضى 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وقد كانت هذه المدة مفيدة جدًا على صعيد إجراء التجارب العلمية، كما أنها كانت ملهمة للأجيال في دولة الإمارات والعالم العربي والعالم، لكونها تحض الطلبة على تحقيق أحلامهم، والمشاركة في مهمات ومشاريع كبرى وعلى مستوى عالمي.
كما أشار إلى تجربته في زيارة المدارس في دولة الإمارات، وتأثر الطلبة بمشاركته، مع ما لمسه من تجاوب خلال جولاته في مناطق مختلفة من الدولة، وإجاباته عن الأسئلة من جانب الطلبة حول إمكانية أن يصبحوا رواد فضاء، بما يعنيه ذلك من تأثرهم بالنموذج، وذلك ما تسعى إليه دولة الإمارات عبر تأهيل الشباب، وتعليمهم، وحصولهم على خبرات جديدة، في مجالات المستقبل.
واستعرض النيادي تجربته في فترة التدريب، ثم فترات العيش في محطة الفضاء الدولية، والقدرة على العمل ضمن فريق واحد، إضافة إلى الأدوار الموكلة إليه، وإلى بقية الفريق داخل المحطة، والمهمات العلمية، وكيفية إدارة المهمات من خلال توزيعها على أعضاء الفريق.
هزاع المنصوري: الصعود إلى الفضاء هو تجربة فريدة جدًا خاضها فقط 700 شخص
قال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، والمسؤول عن متابعة البعثة الاستكشافية 69 على الأرض: “إن الذهاب إلى الفضاء هو رسالة للنشء وأجيال المستقبل بأن تحقيق الطموحات ممكن، إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والقدرة، كما هي الحال مع مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء، الذي استطاع خلال سنوات قليلة تحقيق أهداف كانت تحتاج إلى عقود”.
وقال المنصوري: “إن الصعود إلى الفضاء هو تجربة فريدة جدًا خاضها فقط 700 إنسان منذ بداية عصر استكشاف الفضاء ومهامه في القرن العشرين، إذ يمكن في بعض المهام الدوران حول الأرض 16 مرة يوميًا”.
وأكد المنصوري أن أجمل ما في استكشاف الفضاء هو إجراء التجارب العلمية بالشراكة مع الرواد وتطوير العلوم والمعارف الفضائية الإنسانية مرة تلو أخرى.
وأشار المنصوري إلى إمكانية استخدام الإنترنت في المحطات الفضائية للتواصل مع الأهل على كوكب الأرض وفي دولة الإمارات، وأن العائلات والأسر تكون جزءًا لا يتجزأ من المهمة طوال مدتها.
وأكد المنصوري على أهمية ومحورية الدعم الذي تقدمه فرق الدعم الأرضي على مدار الساعة للمهام الفضائية، مشيدًا بالدور المركزي الذي يقوم به كل فرد في أفراد الفرق الأرضية الداعمة للمهام الفضائية، بما يشمل: فريق الدعم الإماراتي المتميز.
وقال المنصوري: “من أهم دروس رحلتي إلى الفضاء أن التجارب العلمية، تتراكم بشكل إيجابي، وكل تجربة نتعلم منها أكثر، بما يشمل: مجالات الألواح الشمسية، وما يرتبط بالطاقة، والبقاء لفترات طويلة في الفضاء، بما يعنيه ذلك من طريقة النظر إلى الحياة في الكون، والحياة في الأرض، وما تمثله هذه الفترات الطويلة من تجارب وخبرات كبيرة، تصب لصالح المهمة الأساسية التي تُنفذ لصالح أهداف محددة، ترتبط بدور كل واحد في تعزيز الحياة الإنسانية”.
ستيفن بوين: التجارب العلمية الفضائية نتاج استثمار معرفي وتعاون بين مختلف القطاعات
من جهته قال ستيفن بوين، رائد الفضاء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا): “إن التدريبات لمدة 14 عامًا أهلته ليكون رائد فضاء متمكن، لكن التضامن بين رواد الفضاء من جنسيات مختلفة هو الحافز الأقوى لدى القيام بالمهام الفضائية الطويلة”.
وحول تناول الطعام في الفضاء، قال بوين إن الغذاء في الفضاء يكون معدًا سابقًا في المحطات الأرضية، مشيدًا بالوجبات الإماراتية التي تقاسمها مع رواد الفضاء الإماراتيين.
وأكد بوين أن التجارب العلمية هي نتاج استثمار معرفي شامل وتعاون بين مختلف القطاعات العلمية والتكنولوجية والطبية، مضيفًا أن الابتكارات الهندسية والعلمية المتواصلة تستمر بالتطور والتقدم وقيادة البشرية نحو القمر والمريخ والفضاء العميق.
ولفت بوين إلى أن الخبرة علمت رواد الفضاء على مدى العقود الماضية كيفية التعامل مع ترقق العظام في الفضاء، وتعويض خسارة الكتلة العضلية، وإعادة تدوير المخلفات بشكل شبه كامل.
وارين هوبيرغ: البشرية خلال السنوات الـ 23 الماضية كان لها سفراء في الفضاء هم رواد الفضاء
من جانبه، أكد وارين هوبيرغ، رائد الفضاء بوكالة (ناسا)، أن البشرية خلال السنوات الثلاثة والعشرين الماضية كان لها سفراء في الفضاء هم رواد الفضاء الذين يتبادلون الأمكنة في محطة الفضاء الدولية وغيرها من المحطات الفضائية على مدار العام، وهو ما حقق تراكمًا معرفيًا مهمًا لتصميم مستقبل البشرية.
وقال هوبيرغ: “عندما أنظر إلى السماء من الأرض أشعر بأنها لا محدودة، لكن عند النظر إليها من الفضاء على بعد 400 كيلومتر من الأرض أدرك كم هو رقيق الغلاف الجوي للأرض”. وأشار وارين إلى أن الصداقات هي من أهم النتائج التي يحصل عليها رواد الفضاء.
وأكد وارين هوبيرغ، أن السفر إلى الفضاء، يحقق عدة أهداف من بينها إجراء التجارب من أجل استكشاف طبيعة الفضاء، وتأثير ذلك على الحياة على الأرض، مستعرضًا تجاربه المختلفة خلال عمله كرائد فضاء في وكالة ناسا طوال السنوات الماضية، وتأثير هذه التجارب عليه شخصيًا، وعلى حياته، إذ تعلم من تجاربه أهمية التعاون مع بقية أعضاء الفريق لحماية صحة كل أعضاء الفريق، والتعامل مع أي ظرف، على الرغم من كونه طبيبًا.
فرانسيسكو روبيو: التميز الأكاديمي وتنوع المهارات أساس شخصية وإعداد رائد الفضاء
من جانبه، أشار فرانسيسكو روبيو، رائد الفضاء في وكالة ناسا إلى أن العمل كفريق واحد هو الأساس لنجاح رواد الفضاء، وأن التميز الأكاديمي وتنوع المهارات والقدرات العالية على التكيف هي أساس تكوين شخصية رائد الفضاء الناجح.
وأوضح روبيو أن رواد الفضاء يتلقون تدريبًا طبيًا، ويحظون بدعم كامل على مدار الساعة من فرق طبية متكاملة متخصصة.
وأشار روبيو إلى أن رواد الفضاء لا يمثلون وكالاتهم وبلدانهم فقط بل العالم كله والإنسانية جمعاء في سعيها نحو فتح آفاق جديدة لمستقبلها في الفضاء، لافتًا إلى أن العمل الجماعي في الفضاء مهم جدًا، لتبادل الخبرات التي يمثلها كل شخص في فريق أي مشروع فضائي.
سيرجي بروكوبييف: دعم رواد الفضاء لبعضهم البعض مهم في المهام الفضائية
وقال سيرجي بروكوبييف، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الاتحادية الروسية: “إن الاستعدادات لرحلته الفضائية الأولى استغرقت 8 سنوات، أما الرحلة الثانية فكانت أكثر جدية وتركيزًا على تعزيز الخبرات على مدى عام في الفضاء، لافتًا إلى أهمية دعم رواد الفضاء لبعضهم البعض في محطات الفضاء والمهام الفضائية.
وأشار بروكوبييف إلى تلقي الفريق تدريبات مكثفة، وإنجاز مشاريع وتجارب مشتركة مشيدًا بالدور الريادي الذي لعبه جميع أعضاء الفريق معًا.
وقال بروكوبييف: “من أهم الدروس التي يمكن التعلم منها في رحلات الفضاء، أن الكفاءة القيادية أهم عنصر في نجاح أي فريق، مؤكدًا أهمية التعاون بين الدول في مثل هذه التجارب والمهمات”.
وأضاف بروكوبييف، أن هذه الرحلات تزيد من خبرات الرواد، على الصعيد العلمي، وعلى صعيد اكتساب الخبرات بسبب التأثيرات المختلفة، من بينها التأثيرات المعنوية والصحية، والكيفية التي يتم خلالها تنفيذ المهمات، وتمضية الوقت بين أعضاء الفريق، حتى على صعيد ممارسة هوايات مختلفة داخل محطة الفضاء، وذلك في أوقات الفراغ، وأن من أهم الدروس التي يمكن أن يستفيد منها العالم، هي ما يتعلق بقدرات البشر على التعايش معًا، ومد أواصر العلاقات لمصلحة البشرية، وتجارب العمل في الفضاء تؤكد ذلك بشكل واضح.
ديمتري بيتيلين: التمرينات اليومية حاجة ملحة للحفاظ على صحة رواد الفضاء
وأكد ديمتري، بيتلين، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الاتحادية الروسية، أن التمرينات والحفاظ على اللياقة البدنية في المهام والمحطات الفضائية حاجة ملحة للحفاظ على صحة رواد الفضاء، وهو أمر ضروري يومًا حتى في أيام عطلة نهاية الأسبوع.
أندريه فيدييف: وتضافر جهود وكالات الفضاء المختلفة يعزز مسار الإنسانية في استكشافه
وبيّن أندريه فيدييف، رائد الفضاء بوكالة الفضاء الاتحادية الروسية، أن تجربته في الفضاء هي إرث يفخر به، مؤكدًا أن العمل الجماعي وتضافر جهود وكالات الفضاء المختلفة يعزز مسار الإنسانية في مجال استكشاف الفضاء.