قالت الرئيسة الجديدة لقسم الثقة والأمان لدى تويتر إن الموقع أصبح يميل بشدة إلى استخدام الأتمتة لتعديل المحتوى، والتخلص من بعض المراجعات اليدوية وتفضيل تقييد انتشار محتوى معين بدلًا من إزالته تمامًا.
ونقلت وكالة رويترز عن نائبة رئيس إدارة منتجات الثقة والأمان في تويتر، إيلا إروين، أن المنصة ستُقيّد أيضًا الوسوم ونتائج البحث التي يُساء استخدامها في مجالات محددة، مثل: استغلال الأطفال، وذلك دون النظر في تأثير القرار على “الاستخدامات الحميدة” لتلك المصطلحات.
وفي أول مقابلة لمسؤول تنفيذي من تويتر منذ استحواذ إيلون ماسك على الشركة في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قالت إروين: إن أهم شيء تغير في الشركة هو أن الفريق أصبح يتمتع بصلاحيات كاملة ليتحرك بسرعة وليكون هجوميًا قدر الإمكان.
وتأتي تعليقات إروين وسط تصاعد تحذيرات الباحثين بشأن زيادة خطاب الكراهية على تويتر، خصوصًا بعد أن أعلن ماسك في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن إصدار عفو عام عن جميع الحسابات المعلقة شريطة ألا تكون متورطة في “محتوى فظيع”.
ومنذ أن أقال ماسك نحو نصف القوى العاملة لدى تويتر، ثم تخييره ما بقي من الموظفين بين العمل الشاق لساعات طويلة أو المغادرة، وهو الأمر الذي دفع مئات الموظفين إلى الاستقالة، تصاعدت الشكوك بشأن استعداد الشركة وقدرتها على تعديل المحتوى.
وأدت تلك الشكوك إلى تنامي مخاوف المعلنين، الذين يمثلون المصدر الرئيسي لإيرادات تويتر، من الإضرار بسمعة العلامات التجارية، الأمر الذي دفعهم إلى إيقاف الإعلان على المنصة مؤقتًا.
وتعهد ماسك أمس الجمعة في لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـ “تعزيز كبير لتعديل المحتوى وحماية حرية التعبير”.
وقالت إروين إن ماسك شجّع الفريق على عدم القلق بشأن كيفية تأثير أفعالهم في زيادة عدد المستخدمين أو الإيرادات، مؤكدًا أن الأمان هو الأولوية القصوى للشركة.
ووفق ما نقلت رويترز عن موظفين سابقين مطلعين على هذا الأمر، فإن نهج الأمان الذي وصفته إروين، يعكس جزئيًا على الأقل، تسارعًا في التغييرات التي خُطط لها بالفعل منذ العام الماضي بشأن تعامل تويتر مع المحتوى المسيء. خاصةً أن ماسك أكد أكثر من مرة أن تويتر ستسمح بحرية التعبير ولن تسمح بحرية الوصول، وهذا يستلزم عدم حذف بعض التغريدات التي تنتهك سياسات الشركة بشأن المحتوى المسيء، ولكنها تُمنع من الظهور في أماكن، مثل: الصفحة والرئيسية، ونتائج البحث.
ونشرت تويتر منذ فترة طويلة أدوات “تصفية الرؤية” للمعلومات المضللة ودمجتها بالفعل في سياستها الرسمية للتعامل مع السلوك المسيء قبل استحواذ ماسك. ويسمح هذا النهج بمزيد من حرية التعبير مع تقليل الأضرار المحتملة المرتبطة بالمحتوى المسيء المنتشر.
ومع أن ماسك ادعى الأسبوع الماضي في تغريدة له أن “انطباعات خطاب الكراهية” على تويتر انخفضت بمقدار الثلث منذ توليه إدارة الشركة، إلا أن بحثًا أجرته منظمة، مركز مواجهة الكراهية الرقمية Centre for Countering Digital Hate، كشف أن مقدار خطاب الكراهية على المنصة ارتفع خلال المدة ذاتها.