يشير مصطلح وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI agents) إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على تنفيذ المهام بنحو مستقل. فعلى عكس الأنظمة التقليدية للذكاء الاصطناعي التي تعمل بناءً على قواعد محددة سابقًا وبيانات موجودة، يتمتع وكلاء الذكاء الاصطناعي بالقدرة على اتخاذ القرارات بنحو مستقل، والتكيُّف مع البيئات الجديدة، والتعلُّم من تفاعلاتها.
إليك المزيد من التفاصيل عن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، وإمكانياته، والتحديات التي تواجهه.
مزايا وكلاء الذكاء الاصطناعي:
تُصمم أنظمة وكلاء الذكاء الاصطناعي للعمل بنحو مستقل واتخاذ القرارات دون تدخل بشري. وتتميز هذه الأنظمة بقدرتها على:
- الإدراك: تُجهز هذه الأنظمة بأجهزة استشعار وخوارزميات متقدمة تُمكنها من فهم بيئتها المحيطة. ويشمل ذلك: أجهزة استشعار بصرية، وسمعية، ولمسية توفر تصورًا شاملًا للبيئة.
- التفكير: يعتمد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على خوارزميات متقدمة، وتقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق لتحليل البيانات، وتعرف الأنماط، واتخاذ قرارات مدروسة. ويتميز هذا التفكير بالديناميكية، ما يُمكن النظام من التكيف مع المعلومات الجديدة والظروف المتغيرة.
- الاستجابة والتنبؤ: يمكن لهذه الأنظمة الاستجابة للمؤثرات المُفاجِئة أي أنها تقدم رد فعل، كما يمكنها توقع الاحتياجات أو التغيرات المستقبلية، ويضمن هذا النهج التعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية بكفاءة.
- اتخاذ الإجراءات: بمجرد اتخاذ القرار، تُنفذ هذه الأنظمة الإجراءات بنحو مستقل. وقد يشمل ذلك إجراءات مادية، مثل: توجيه الروبوت عبر بيئة معقدة، أو إجراءات رقمية، مثل إدارة محفظة مالية. فقد صمم الوكلاء الذكيين لاتخاذ الإجراءات نيابة عن مستخدميهم، وهم قادرون على تنفيذ مجموعة كبيرة من المهام.
تطبيقات وكلاء الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية:
يستخدم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عبر عدد لا يحصى من الصناعات. وأبرزها:
- البنوك: في النظام المصرفي يساعد الوكلاء في اكتشاف الاحتيال والمساعدة في مهام تداول الأسهم.
- الخدمات اللوجستية: يستخدم لتحسين مستويات المخزون وطرق التسليم مع تغير ظروف السوق.
- التصنيع: يستخدم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في مجال الصيانة التنبؤية ومراقبة المعدات.
- الرعاية الصحية: يساعد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في تبسيط جدولة المواعيد وأتمتة بعض المهام الروتينية.
- صناعة السيارات: سيوفر وكيل الذكاء الاصطناعي المخصص للسيارات من جوجل معلومات لحظية عن المعالم والمطاعم المحلية في نظام الترفيه والملاحة MBUX من مرسيدس بدءًا من طراز CLA للعام المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى مثل: جوجل ومايكروسوفت، و OpenAI و Anthropic و Nvidia لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي ونشرهم بين الشركات والأفراد.
ففي نوفمبر 2024، أعلنت مايكروسوفت مزية Copilot Actions لدمج الوكلاء المستندين إلى Copilot في جميع تطبيقات 365، وبدأت بطرح المزية لمستخدمي الإصدارات المأجورة (business و enterprise) في يناير 2025. كما أعلنت Google Cloud في نوفمبر 2024 برنامج وكلاء الذكاء الاصطناعي المسمى AI Agent Space الذي يمكّن الشركات من تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي المخصصين لهم.
وكشفت Nividia عن نماذج Nemotron الخاصة بها، المصممة خصوصًا لمهام وكلاء الذكاء الاصطناعي وذلك في معرض CES 2025 في وقت سابق من هذا الشهر.
من جانبها، كشفت OpenAI آخرًا عن مزية (المهام) Tasks الجديدة في ChatGPT التي تسمح للمستخدمين بتعيين تذكيرات مستقبلية ومهام مجدولة بانتظام (مثل تقارير الأخبار الأسبوعية) لكي يقوم بها روبوت الدردشة في وقت لاحق. كما يُشاع أن الشركة تعمل على تطوير وكيل ذكاء اصطناعي خاص بها، يحمل الاسم الرمزي Operator، ومن المُتوقع إصداره في يناير الجاري.
التحديات:
حتى مع الإمكانات الكبيرة لوكلاء الذكاء الاصطناعي، فإن هناك تحديات مرتبطة باستخدام هذا انوع من الذكاء الاصطناعي، أبرزها:
- الأمان والموثوقية: من الضروري ضمان عمل هذه الأنظمة بأمان وموثوقية من خلال اختبارات صارمة لتجنب الأعطال التي قد تؤدي إلى حوادث أو عواقب غير مقصودة.
- الشفافية: غالبًا ما تكون عمليات اتخاذ القرار في هذه الأنظمة معقدة وغامضة. لذا، يجب تطوير طرق تجعل هذه العمليات واضحة وقابلة للفهم بالنسبة للبشر، خاصة في التطبيقات الحيوية كالرعاية الصحية والتمويل.
- اتخاذ القرارات وفقًا لإرشادات محددة: تجب برمجة وكلاء الذكاء الاصطناعي وفقًا لإرشادات أخلاقية لضمان اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم المجتمعية، لمعالجة قضايا التحيز، والعدالة.
- التنظيم: مع تزايد انتشار هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، ستكون هناك حاجة لإطار تنظيمي قوي يحكم استخدامه، ويتضمن ذلك: وضع معايير للحفاظ على الأمان والخصوصية.
تابعنا
